العيد فرحة وبهجة وسعادة, حركة وانطلاق إلي الحدائق والمتنزهات والألعاب وزيارة الأهل والأقارب,موسم تتجدد فيه طقوس السعادة وتجتمع فيه القلوب علي الحب والانشراح والراحة النفسية. لكن ماذا لو تحول العيد إلي نكبة وجرح عميق والم دائم؟ ماذا لو تبدلت السعادة والفرح بمأتم كبير ودموع تسح من العيون كنهر حزين؟ أحمد إبراهيم حكورة صبي من ميت رومي مركز دكرنس عمره16 سنة دفع حياته ثمن رغبة بسيطة وحلم متواضع بركوب لعبة في ملاهي مدينة دكرنس, سقط أحمد من فوق لعبة الطبق الطائر في الهواء نتيجة تفكك السلاسل الحديدية الخاصة باللعبة وجاء سقوطه علي رأسه التي اصطدمت بقوائم حديدية علي الأرض فلقي مصرعه في الحال. أحمد لم يكن طفلا عاديا فقد كان مصدر دخل أسرته الوحيد بعد وفاة والده, وينفق علي والدته وشقيقته من عرق جبينه ومن عمله مع مكوجي. ويقول بهجت أحد أصدقائه: لاحول ولا قوة إلا بالله, الله يرحمك ياحبيبي كنت أطيب الناس اللي عرفتها في حياتي, ده أغلب انسان شوفته في حياتي هو عشان غلبان محدش هيجيب حقه, أحمد كان في حاله وبيحب الناس كلها وكان خدوم جدا. وفور إخطاره بالحادثة وجه اللواء مصطفي النمر مدير أمن الدقهلية بسرعة التحقيق واتخاذ الإجراءات القانونية وإبلاغ النيابة التي تولت التحقيق, في الوقت الذي شكل رئيس مدينة ومركز دكرنس رمضان منصور لجنة فنية للتحقيق في أسباب الحادث ووقعت علي صاحب الملاهي غرامة2000 جنيه وحررت محضرا وقررت إخلاء الملاهي فورا ومضاعفة الغرامة في حال التأخر, كما وجه محافظ الدقهلية حسام الدين إمام بتشكيل لجنة للتحقيق وتحديد المسئولية. وفي حادثة مروعة أخري كان عزرائيل ينتظر الشاب محمود رجب الرفاعي27 سنة ويعمل مأمور ضرائب وكان معيدا في كلية التجارة جامعة المنصورة, حيث لقي محمود مصرعه في حادثة انقلاب سيارته علي طريق جمصة بلطيم والمعروف بطريق الموت الدولي وأصيب ثلاثة من أصدقائه جميعهم من مدينة دكرنس وهم نبيل رياض مصطفي29 سنة نقيب بكلية طب القوات المسلحة بالقاهرة ومصاب باشتباه ما بعد الارتجاج وتم تحويله إلي مستشفي أزهر دمياط, وحسين رمضان عطا25 سنة مهندس اتصالات, وأصيب بنزيف في البطن والصدر, واشتباه كسر بالفقرات, وتم تحويله إلي مستشفي أزهر دمياط, وخالد محمد علي أحمد27 سنة محاسب ومصاب بكدمات وحالته مستقرة. محمود قرر وزملاؤه مشاركة أحد أصدقائهم حفل خطوبته في الإسكندرية فاستقلوا السيارة واتجهوا بفرح غامر إلي بغيتهم حتي أنهم التقطوا صورا سيلفي داخل السيارة ونشروها علي موقع التواصل الاجتماعي ولاحقتهم التعليقات المهنئة والمباركة قبل أن يدون نفس الأصدقاء علي صفحة محمود كلمات الرثاء الحزينة والمواساة لأهله, محمود لم يطلق اسمه في مكان أثناء حياته أو بعد ما توفاه الله إلا وذكر بأخلاقه العالية وتواضعه واحترامه للغير, وكانت جنازته في دكرنس مسيرة حزن ضخمة علي خيرة الشباب وصرخة احتجاج علي حوادث الطرق المتهالكة وجنون الأسفلت الذي يحصد الأرواح بكل بساطة. وفي جمصة تمكن القدر من رسم خطوطه لإنهاء حياة صبي صغير غرقا أثناء السباحة في البحر في اليوم الثالث لعيد الأضحي وتمكنت قوات الإنقاذ من انتشال جثة محمود السيد أحمد,12 سنة ونقلها إلي مستشفي جمصة المركزي. وتبين أن الصبي جرفه التيار أثناء تواجده علي الشاطئ فغرق, وتحرر محضر بالواقعة وجرت إحالته للنيابة العامة للتحقيق.