من المعلوم أن ضخ المياه الجوفية من باطن الأرض تحت المباني بصفة عامة يؤدي إلي حدوث هبوط أرضي ينتج عنه انهيار جزئي أو كلي للمباني, لذا وجب التنبيه لما يحدث من ضخ للمياه الجوفية أسفل المناطق الأثرية خاصة أسفل تمثال أبوالهول وكذلك في منطقة الأهرامات بأكملها, حيث يعد الهبوط الأرضي أحد أهم المخاطر الطبيعية التي تهدد المنشآت والطرق, حيث تنشأ عادة نتيجة للإخلال بحالة التوازن الاستاتيكي للطبقات الأرضية, فالسحب الزائد للمياه الجوفية من باطن الأرض يؤدي الي زيادة قوة التحميل أو الإجهاد علي الطبقات التحتية عن طريق مايعرف( بإجهاد الجاذبية) مما يتسبب في حدوث هبوط أرضي قد يصل في بعض المناطق الي9 أمتار. إن مشروع تخفيض مناسيب المياه الجوفية أسفل تمثال أبوالهول الذي نفذته هيئة المعونة الأمريكية بناء علي دراسات قام بها مركز استشاري عالمي, يجب أن يراعي مخاطر الهبوط الأرضي, حيث يتم حاليا سحب ما مقداره26400 م3/ يوميا مما يعني سحب9.6 مليون م3/ سنة وبحساب بسيط يمكن التنبؤ بأنه سيتم نزح المياه لعمق نحو100 متر تحت تمثال أبوالهول في مساحة نحو1 كم2 خلال العام الأول فقط من النزح, مما قد ينتج عنه حدوث كارثة الهبوط الأرضي نتيجة لنزع النداوة الأصلية لصخور الحجر الجيري المعرضة أكثر من غيرها من الصخور لمخاطر الهبوط الأرضي أسفل المنطقة الأثرية إذا أخذنا في اعتبارنا الأوزان الهائلة لأبو الهول والأهرامات المحيطة.برجاء التأكد من حساب كميات المياه المطلوب نزحها بدقة حتي لا يحدث ما نكرهه جميعا وينطبق علينا المثل القائل جاء يكحلها عماها. د. كمال عودة غديف جامعة قناة السويس