احتفل المسلمون أمس فى مشارق الأرض ومغاربها بأول أيام عيد الأضحى المبارك متحدين التوترات والحروب التى تشهدها عدة مناطق فى العالم خاصة فى الشرق الأوسط. ففى فلسطينالمحتلة، توافد المئات على المسجد الأقصي، حيث أدوا صلاة العيد فى مجمع المسجد بالقدس. وأدى الرئيس الفلسطينى محمود عباس صلاة العيد فى مدينة رام الله، ووضع إكليلا من الزهور على قبر الرئيس الفلسطينى الراحل ياسر عرفات. وقال عباس للصحفيين بعد الصلاة : «نحن نوجه التحية والتمنيات لشعبنا الفلسطينى الصابر الصامد فى أرض الصمود والصبر فى فلسطين وإلى جميع الأمة العربية والإسلامية بمناسبة عيد الأضحى المبارك». وفى سوريا، ذكرت وسائل إعلام رسمية أن الرئيس السورى بشار الأسد أدى صلاة عيد الأضحى فى مسجد بمدينة داريا فى محافظة ريف دمشق التى سيطرت عليها الحكومة الشهر الماضى من يد المعارضة المسلحة. وظهر الأسد وهو يجلس أثناء الصلاة فى المسجد إلى جانب مصلين آخرين بينهم مفتى سوريا فى صورة نشرتها الوكالة العربية السورية للأنباء. وفى العراق، زار القائد العام للقوات المسلحة رئيس الوزراء العراقى حيدر العبادى مقر قيادة عمليات بغداد واجتمع مع القيادات الأمنية والعسكرية واطلع على الإجراءات المتخذة لتوفير الأمن خلال عيد الأضحى المبارك. وصرح مصدر أمنى عراقى بأنه جرى تشديد الإجراءات الأمنية فى شوارع العاصمة بغداد كإجراء احترازى استعدادا للعيد خاصة بعد التفجيرات التى وقعت ببغداد مؤخرا. وإلى آسيا، حيث احتفل ملايين الأفغان بالعيد بالصلاة على أمل توقف القتال الذى أدى إلى خسائر قياسية هذا العام. وأغلق الجيش الأفغانى عددا كبيرا من شوارع العاصمة كابول تحسبا لهجمات إرهابية محتملة، بينما نشرت قوات من الشرطة أمام المساجد لحماية المصلين. وعبر الرئيس أشرف غنى عن تهانيه بالعيد للشعب الأفغاني. وفى إندونيسيا - أكبر دولة إسلامية فى العالم من حيث عدد السكان - تجمع المصلون فى المساجد وقاموا بنحر الأضاحي. وفى مسجد كبير فى وسط العاصمة جاكرتا ذبحت عشرات من الأضاحى فى ساحة المرآب. أما فى باكستان ثانى أكبر دولة إسلامية من حيث عدد السكان، فسيبدأ عيد الأضحى اليوم- الثلاثاء - بسبب اختلاف حول التقويم القمري. وفى أوروبا، هنأت رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماى المسلمين فى بريطانيا وشتى أنحاء العالم بمناسبة عيد الأضحى المبارك، مشيدة بمساهمات المسلمين البريطانيين فى جميع نواحى الحياة. وقالت رئيسة الوزراء - فى رسالة تهنئة مسجلة - « أعلم بما يحمله هذا العيد من دلالات كثيرة بالنسبة للمجتمعات، إذ يتجمع أفراد العائلات والأصدقاء للصلاة معا، وتناول طعام العيد مع بعضهم البعض، ويتآلف المسلمون فى مختلف القارات بالإيمان«. وأضافت ماى قائلة «إننى أفتخر بالمساهمات التى يقدمها المسلمون البريطانيون لهذا البلد، كما أفتخر بكون بريطانيا وطناً لأناس من خلفيات منوعة وزاخرة بالحماسة والنشاط، ومن هنا، أقول للمسلمين فى هذا البلد وحول العالم : عيد مبارك .. أتمنى لكم عيدا سعيدا وهانئا».