أكد مسئول عسكرى فى الجيش الليبى بقيادة الفريق أول خليفة حفتر سيطرة قواته فجر أمس على ميناء الزويتينة فى منطقة الهلال النفطي، التى كانت تتبع سلطة حكومة الوفاق بطرابلس، وذلك بعد ساعات من سيطرتها على ميناءى السدرة وراس لانوف، وقال محمد العزومى المتحدث باسم إحدى كتائب فى القوات الجيش الليبى «تمكنت قواتنا المسلحة من إحكام سيطرتها على ميناء الزويتينة وتأمنيه بالكامل». ونقلت وكالة أنباء «وال» القريبة من الحكومة الموازية التى تتخذ من مدينة البيضاء فى شرق البلاد مقرا عن مصدر عسكرى فى قوات حفتر قوله إن «القوات المسلحة تتمركز بالميناء وقامت بتأمينه بالكامل بعد طرد الميليشيات الخارجة عن القانون منه». وكان الجيش الليبى قد بدأ أمس الأول هجوما مباغتا على منطقة الهلال النفطى الواقعة بين بنغازى (ألف كيلومتر شرق طرابلس) وسرت (450 كيلومترا شرق طرابلس)، وأعلن سيطرته على ميناءى راس لانوف والسدرة، أكبر موانى تصدير النفط، فى تطور من شأنه أن يجر البلاد إلى صراع مسلح أكثر دموية. وشهد ميناء الزويتينة الواقع فى المنطقة ذاتها معارك عنيفة بين قوات الجيش التى يقودها حفتر وقوات حرس المنشآت النفطية الموالية لحكومة الوفاق الوطنى المدعومة من الأممالمتحدة، وهى أول مواجهات بين الجانبين منذ وصول حكومة الوفاق إلى طرابلس فى نهاية مارس الماضي، وقد يؤدى تحرك الجيش الليبى للمنطقة النفطية إلى تأجيج الصراع بينه وبين القوات الموالية لحكومة الوفاق التى باتت قاب قوسين أو أدنى من استعادة السيطرة على كامل سرت. ولا يزال ميناء البريقة خاضعا لسيطرة قوات حرس المنشآت، وأعلن المتحدث باسم قوات الحكومة الموازية العقيد أحمد المسمارى فى مؤتمر صحفى مساء أمس الأول أن هناك مساعى لدخول الميناء والسيطرة عليه من دون قتال، ودعا المسمارى المؤسسة الوطنية للنفط لاستلام الموانى ومباشرة التصدير، بحسب موقع بوابة الوسط الإخبارى الليبي. وأشار المسمارى إلى أن مسئولية تشغيل تلك المؤسسات والتصرف فيها تعود إلى المؤسسة الوطنية للنفط، مع تأكيد عدم تدخل القوات المسلحة فى شئون التشغيل أو التصدير أو إبرام الصفقات التجارية، باعتبارها اختصاصا مدنيا بحتا. يأتى ذلك فى وقت، دعت حكومة الوفاق الوطنى الليلة قبل الماضية جميع القوات الموالية لها إلى «أداء واجبها العسكرى والوطني» من أجل استعادة السيطرة على منطقة الهلال النفطي، ثم أصدرت بيانا اعتبرت فيه ان الهجوم على المواني»يناقض مسيرة التوافق الشامل ويحبط آمال الليبيين فى تحقيق الاستقرار قريبا»، محذرة من أن البلاد باتت تقف «عند منعطف خطير». وستحرم سيطرة قوات حفتر حكومة الوفاق الوطنى من أهم مواردها المالية، فى وقت كانت تستعد لإعادة إطلاق قطاع النفط عبر استئناف التصدير من الموانى النفطية. ومنذ الإطاحة بنظام معمر القذافي، يعيش قطاع النفط فى ليبيا تراجعا مستمرا إذ انخفضت معدلات الإنتاج اليومى من نحو مليون و600 ألف برميل يوميا إلى نحو 200 ألف برميل، لتصبح ليبيا، أغنى دول إفريقيا بالنفط بنحو 48 مليار برميل كاحتياطي، أقل دول منظمة «أوبك» إنتاجا فى العام.