في هذا الوقت من كل عام يتوجه الملايين من المسلمين إلى المملكة العربية السعودية لأداء مناسك الحج، ومن تلك المناسك وقفة عرفات، حيث يتوجه الحجيج فى يوم التاسع من شهر ذى الحجة لأداء هذا الركن الهام ويقع جبل عرفة شرق مكة على الطريق الرابط بينها وبين الطائف بما يقرب من 22 كيلو متر، وقد تعددت الروايات حول سبب تسمية عرفة بهذا الاسم، لكن الروايتين الأكثر شيوعاً هما؛ أن آدم التقى مع حواء وتعارفا بعد خروجهما من الجنة في هذا المكان ولهذا سمي بعرفة، والثانية أن جبريل طاف بالنبي إبراهيم فكان يريه مشاهد ومناسك الحج فيقول له: "أعرفت أعرفت؟" فيقول إبراهيم: "عرفت عرفت" ولهذا سمي الجبل بإسم عرفة قال تعالى فى سورة البقرة: "لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَن تَبْتَغُواْ فَضْلاً مِّن رَّبِّكُمْ فَإِذَا أَفَضْتُم مِّنْ عَرَفَاتٍ فَاذْكُرُواْ اللّهَ عِندَ الْمَشْعَرِ الْحَرَامِ وَاذْكُرُوهُ كَمَا هَدَاكُمْ وَإِن كُنتُم مِّن قَبْلِهِ لَمِنَ الضَّآلِّينَ، ثُمَّ أَفِيضُواْ مِنْ حَيْثُ أَفَاضَ النَّاسُ وَاسْتَغْفِرُواْ اللّهَ إِنَّ اللّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ ." وقد ورد في كتب التفسير الكثير حول جبل عرفات، إذ كتب الطبرى يقول :حدثني المثنى، قال: حدثنا سويد، قال: أخبرنا ابن المبارك، عن عبد الملك بن أبي سليمان، عن عطاء قال: إنما سميت عرفة لأن جبريل كان يري إبراهيم عليهما السلام المناسك، فيقول:" عرفت، عرفت" فسمي"عرفات". و قيل أيضاً: إنما سميت عَرَفات لما رواه عبد الرزاق: أخبرني ابن جريج قال: قال ابن المسيب: قال علي بن أبي طالب: بعث الله جبريل، عليه السلام، إلى إبراهيم، عليه السلام، فحج به، حتى إذا أتى عرفة قال: عرفت، وكان قد أتاها مرة قبل ذلك، فلذلك سميت عَرَفة. قيل أيضاً : سمى عرفات لمعرفة ابراهيم بهذه البقعة إذ كانت قد وصفت له قبل ذلك . وقيل : لمعرفته بهاجر وإسماعيل بهذه البقعة ، وكانت سارة قد أخرجت إسماعيل في غيبة ابراهيم ، فانطلق في طلبه حين فقده، فوجده وأمّه بعرفات ، وقيل أيضاً : سمى عرفات لمعرفته في ليلة عرفة أن الرؤيا التي رآها ليلة يوم التروية بذبح ولده كانت من الله ، وقيل : لما أتى جبريل على آخر المشاعر في توقيفه لابراهيم عليها ، قال له : أعرفت؟ قال : عرفت ، فسميت عرفة ، وقيل : لأن الناس يتعارفون بها ، وقيل : لتعارف آدم وحوّاء بها ، لأن هبوطه كان بوادي سرنديب ، وهبوطها كان بجدّة ، وأمره الله ببناء الكعبة ، فجاء ممتثلاً ، فتعارفا بهذه البقعة . لكن البعض يرى غير ذلك إذ قال ابن عطية: الظاهر أن اسمه مرتجل كسائر أسماء البقاع، وعرفة هي نعمان الاراك (شجر المسواك)، وفيها يقول الشاعر: تزودت من نعمان عود أراكة لهند ولكن لم يبلغه هندا وقيل: هي مأخوذة من العرف وهو الطيب ( العطر) فهي طيبة بخلاف منى التي فيها الفروث والدماء، فلذلك سميت عرفات، وقيل : من العرف ، وهو الرائحة الطيبة أو الصبر ، وقيل : العرب تسمي ما علا عرفات وعرفة ، ومنه عرف الديك لعلوه ، وعرفات أعلي من جميع جبال الحجاز ، وعرفات وإن كان اسم جبل فهو مؤنث ، حكى سيبويه هذه عرفات مباركاً فيها ، وهي مرادفة لعرفة . وعليه خطب الرسول الكريم خطبة الوداع التى قال فيها: «إن دماءكم وأموالكم حرام عليكم كحرمة يومكم هذا في شهركم هذا في بلدكم هذا، ألا كل شيء من أمر الجاهلية تحت قدمي موضوع، ودماء الجاهلية موضوعة، وإن أول دم أضع من دمائنا دم ابن ربيعة بن الحارث، وكان مسترضعا في بني سعد فقتله هذيل ... » إلى أخر الحطبة. كل عام وأنتم بخير... [email protected] لمزيد من مقالات أحمد محمود