اشتعلت نيران الغيرة بداخله، واشتاط غضبا بعدما عادت شقيقته إلى المنزل وهى تبكى وتشتكى من تعرض شاب لها فى الشارع، فهرول وليد "شقيقها الأكبر" إلى الشارع قاصدا الانتقام لشقيقته، والثأر لكرامته وخاصة عندما علم منها أنه رماها بألفاظ تخدش حياءها وتنال من سمعتها، وكاد أن يفقد عقله عندما شاهد الدموع تنساب على وجنات شقيقته الصغرى. وبمجرد أن اقترب من الجانى ليعاتبه على سوء تصرفه، أخرج المتهم سكينا من طيات ملابسه وسدد للشاب عدة طعنات حتى فارق الحياة ليدفع حياته ثمنا للدفاع عن شقيقته. أصل الحكاية بلاغ تلقاه اللواء زكى صلاح حسام الدين مدير أمن بورسعيد بمقتل شاب فى العقد الرابع من العمر على يد مسجل خطر إثر مشاجرة وقعت بينهما وكشفت تحريات اللواء إبراهيم الديب مدير المباحث الجنائية أن المتهم عاطل ومسجل خطر وسبق اتهامه فى العديد من القضايا وأنه اعتاد معاكسة الفتيات أثناء سيرهن فى الشارع والتحرش بهن تحت تهديد السلاح وأنه استغل فرصة خلو الشارع من المارة وسير فتاة بمفردها وسار خلفها وراح يرميها بعبارات وألفاظ نابية إلا أنها لم تلتفت إليه وعندما حاول جذبها من يدها نهرته ولقنته درسا فى الأخلاق وعاتبته فكيف يسكن بجوارها وتهون عليه وهو لم يراع أصول الجيرة، وهرولت إلى شقيقها تشكو له ما فعله جارهم، فاشتعلت الدماء فى عروقه وهرول كالمجنون إلى الشارع وتوجه إلى الجانى وعاتبه ويذكره بسنوات الطفولة والصبا التى عاشاها معا فى الحارة الصغيرة بمنطقة العرب، وسرد أمامه شريطا من الذكريات التى كان فيها يدافع عن كل فتيات المنطقة، فكيف يتحول به الحال ويعاكس إحداهن وهى التى تربت بجواره. ضرب الجانى بكلمات جاره عرض الحائط وراح يطلق ضحكات السخرية للبكاء على الزمن الجميل، وطلب من شقيق الفتاة أن يفسح له الطريق كى يتمكن من معاكسة فتاة أخرى وقع بصره عليها، فدارت بينهما مشاجرة قام على اثرها الجانى بتسديد عدد من الطعنات القاتلة لشقيق الفتاة ولم يتركه إلا جثة هامدة حتى ارتوت الأرض بغيث دماء ضحية الدفاع عن شقيقته، بينما لاذ المتهم بالفرار، وبعد مرور 3 ساعات تمكن المقدم تامر سليمة من القبض عليه واعترف بأنه زائغ البصر ولم يستطع السيطرة على نفسه كلما وقع بصره على فتاة، وأمرت النيابة بحبسه.