3 أوامر نابليون : يوم 22 يوليو 1798 وصل نابليون إلى الجيزة وبعد ثلاثة أيام إنتقل إلى القاهرة ، حيث اتخذ مقرا له بيت الألفى فى الأزبكية، وكانت أولى رسائله التى تحمل رقم 2616 موجهة إلى مشايخ وأعيان القاهرة يقول فيها: لقد قتل أغلب المماليك بالأمس أو أخذوا أسرى وإننى أتعقب القليل الذى هرب منهم. يمكنكم المرور عبر النيل والمجىء إلىَّ فى وفد يعلن خضوعكم . وجهزوا من الآن الخبز واللحم والقش والشعير للجيش ولا تكونوا قلقين لأنه ليس هناك أحد يرغب فى سعادتكم كما أرغب أنا. وكما يتضح تختلط لغة الرسالة بكبرياء القائد الذى يطلب من الأعيان خضوعهم له ومد جيشه بطعامه، وفى الوقت نفسه محاولة استمالتهم بعذب الكلام . وفى وصفه مصر يكتب نابليون : مصر هى أغنى بلد موجودة على الأرض منتج للقمح والأرز والخضراوات واللحوم، ولكن الهمجية فيها وصلت إلى أعلى مراحلها، فليس هناك أبدا مال، ولا حتى طريقة لدفع رواتب الجند. إنه من الصعب أن ترى أرضا بهذه الخصوبة وشعبا بهذا الفقر وهذا الجهل وهذا الحمق .إنهم يفضلون «زرارا» فى سترة أحد جنودنا على عملة تبلغ قيمتها 6 فرنكات. أما فى القرى فلا يعرفون اختراعا اسمه «المقص»، ومنازلهم مصنوعة بقليل من الطين، وكل الأساس الذى لديهم هو مرتبة من القش و3 أو 4 أوانى من الفخار. وفى يوم وصوله إلى القاهرة ووسط الأوامر العسكرية والقرارات التى يتخذها يكتب نابليون إلى أخيه جوزيف فى باريس معبرا عن المشاعرالخاصة التى يكتمها والعذاب النفسى الذى يعيش فيه بسبب الشكوك فى خيانة زوجته «روزفين» (وكان نابليون يناديها جوزفين) فيقول لأخيه : إن لدى الكثير من الشئون العائلية فقد انكشف ماكان خفيا وأنت الوحيد الذى بقى لى على الأرض، وصداقتك هى أغلى ماعندى وإذا فقدتها أو رأيتك تخوننى (دائما لديه عقدة الخيانة) فسأصبح كارها للبشرية كلها .. إننى مصاب بالملل من طبيعة البشر وفى حاجة إلى الوحدة وإلى العزلة فقد أضرتنى العظمة وجففت مشاعرى ... [email protected] لمزيد من مقالات صلاح منتصر