علي الرغم من الجهود المضنية التي تبذلها أجهزة الامن بالجيزة فإنه مازال هناك العديد من التحديات التي تواجهها والتي تعتبر اختبارا صعبا للأمن في الجيزة والايام المقبلة ستقدم الاجابة عن السؤال .. هل سينجح مسئولو الامن بالمحافظة في هذا الاختبار ام ستحتاج المنظومة الأمنية إلي جراحة عاجلة ؟ خاصة أن طبيعة محافظة الجيزة المعقدة والتي تتنوع مناطقها ما بين ريفية ومدن وأحياء شعبية شديدة الزحام ومناطق صناعية لها امتداد صحراوي شاسع ومنافذ هروب و حدود مع محافظات اخري، كل هذا يجعل الجرائم التي تقع بها شديدة التنوع ويأتي علي رأس هذه التحديات حوادث الارهاب الذي عانت منها تلك المحافظة معاناة شديدة وقد بدا ذلك جليا في الأحداث التي شهدتها البلاد عقب فض اعتصامي رابعة والنهضة وأن مركز شرطة اطفيح تم هدمه باللوادر من قبل العناصر ارهابية كما شهد مركز شرطة كرداسة أبشع مذبحة أسفرت عن استشهاد 12 من ضباط وأفراد الشرطة. كما أن جميع اقسام شرطة الجنوب بدءا من ابو النمرس وحتي العياط قامت عناصر جماعة الاخوان ارهابية بحرقها، ومناطق بشمال الجيزة منها الوراق ومنشأة القناطر واوسيم و امبابة، والتي تعد مركزا لعمليات التخريب وتظاهرات عناصر الجماعة ارهابية، أما مدينة 6 أكتوبر فكانت وكرا لاختباء العناصر الإرهابية حيث القي القبض علي العديد من القيادات الإخوانية بها، اما مناطق العمرانية والطالبية والبدرشين والحوامدية فكانت من اكثر المناطق التهابا . وخلال السنوات الماضية شهدت الجيزة عمليات إرهابية شديدة الخطورة منها اغتيال رئيس نقطة مرور المنيب بشكل وحشي ومجند وحرقهما داخل سيارتهما بشبرامنت وتفجير شقة في أحد العقارات بمنطقة اللبيني واغتيال عدد من رجال الشرطة في عمليات متفرقة بالوراق وكرداسة واوسيم واستهداف العديد من المنشآت الحيوية ومنها قطع الكهرباء عن مدينة الانتاج الاعلامي بعد تفجير عدد من ابراج الضغط العالي كما شهد كمين المرازيق 39 هجوما إرهابيا منذ فض اعتصامي رابعة والنهضة وكان اخر تلك العمليات الإرهابية هي محاولة اغتيال الدكتور علي جمعة مفتي الجمهورية السابق بمدينة 6 أكتوبر، و قد نجح رجال الامن في القبض علي عدد كبير من العناصر ارهابية بينها العديد من رموز جماعة الإخوان الذين اتخذوا من مراكز تجمع عناصر الجماعة بالجيزة مكانا للاختباء . أما التحدي الثاني والذي لا يقل اهمية عن مواجهة الارهاب فكان مداهمة البؤر الإجرامية وابرز تلك البؤر المنطقة الصحراوية بالصف والتي تعتبر اكبر مركز لتجميع السيارات المسروقة وتجارة المخدرات والسلاح و تأوي مئات الهاربين من أحكام بالاعدام والسجن المؤبد في جرائم جنائية متعددة بالاضافة الي المنطقة الجبلية بالعياط والتي لا تقل خطورة عنها وكانت وراء ارتكاب العشرات من جرائم السرقة بالإكراه والاستيلاء علي الأفدنة من أراضي الدولة وفرض الإتاوات علي المواطنين . وقد نجح رجال الامن خلال الفترة الماضية في اقتحام العديد من تلك البؤر الإجرامية حيث تم تصفية أحد العناصر الاجرامية الخطرة بمنطقة العياط ويدعي علي عبده واقتحام جزيرة نيليلية بالصف ومواجهات بطريق الفيوم الصحراوي مع تجار الهيروين، وأيضا في المناطق الشعبية المزدحمة بالسكان والتي انتشرت بها العديد من العناصر الاجرامية التي تروع المواطنين . كما أن العشوائية والتعديات علي الميادين والشوارع من الباعة الجائلين وسيارات السرفيس والتي تتسبب في تعطيل حركة المرور واعاقة الطرق تعد أحد أهم التحديات التي تواجه رجال الامن وتحتاج الي جراحات عاجلة وجهود مضنية فعلي الرغم من النجاحات الكبيرة التي حققها رجال الامن سواء في مواجهة الارهابية او التصدي للعناصر الاجرامية الخطيرة واقتحام العديد من البؤر الإجرامية والحملات التي تشهدها الشوارع الا انه مازالت هناك طموحات و آمال لدي المواطن في تحقيق نجاحات اكثر وهو ما يحتاج جهودا مضنية ومضاعفة من رجال الأمن بالجيزة وتستلزم فكرا أمنيا وهو ما يشدد عليه اللواء هشام العراقي مساعد وزير الداخلية من الجيزة في وضع الخطط امنية بالمحافظة لتحقيق معدلات اكبر في عمليات الضبط وليشعر المواطنين بأقصي درجات امن والأمان بالمحافظة.