بهدوء وبأسلوب عملي وبحرفية نادرة.. واصلت السيدة الفاضلة سوزان مبارك دورها الرائد في تغيير حياة المصريين والمشاركة النوعية الفريدة في تحديث مصر المعاصرة. فبالأمس الأول السبت10 إبريل2010 شهد ثغر الإسكندرية العاصمة الثانية حدثين رفيعين, فلقد دشنت السيدة سوزان مبارك وأطلقت لمواطنيها عملين خالدين.. الأول: يحفظ تاريخ المصريين ويصون ثرواتهم من السلب والضياع. والثاني: يتعامل مع الحاضر وعينه علي المستقبل داخل المكتبة التي بعثتها للوجود بعد حقب من النسيان.. ويحمل كل شبر فيها بصمات أعمالها الخالدة للوطن. تجمع شهود الحدث الأول في افتتاح متحف المجوهرات الملكية بقصر الأميرة فاطمة في حي زيزنيا.. بهرهم القصر الذي عاد حيا للوجود, وخطفت أبصارهم المجوهرات والثروة الباهرة التي تجمعت في مكان واحد بعيدة عن السلب والنهب مصونة لكل الشعب والوطن, شاهدة علي عصور الجمال والتقدم والفخامة في تاريخ المصريين.. بلا عقد أو مخاوف من عصورنا الماضية.. القصر الذي أنشئ في عام1923 بعقول وفنيين إيطاليين عاد بعد أن أهمل سنوات طويلة, ووصف في ذلك الزمان بأنه من أجمل قصور الدنيا.. فكيف تكون قيمته المادية والحضارية في عصرنا الراهن؟. فالمجوهرات رفيعة الجمال ثمينة القيمة عرضت في13 قاعة.. ولقد سألت عن قيمتها فعجز المقدرون عن تقييمها, فهي ثروة طائلة لا يستطيع أحد أن يقدر قيمتها المادية.. فما بالكم بقيمتها التاريخية والحضارية؟! وقصر المجوهرات الملكية يصنف كمتحف ثقافي, ولكنه في حقيقته بنك عظيم القيمة يضم1000 قطعة تحكي كل منها تاريخا, وتعكس قيمة وتزن ذهبا, فهي كلها ثروة سلمت للآثار بعد مصادرتها من القصور الملكية.. وهناك مصادرات أخري تجمعت في60 صندوقا بالبنك المركزي المصري يتم جردها وينتظر أن يضمها متحف آخر بالقاهرة. أما الحدث الثاني, فهو في مكتبة الإسكندرية التي توليها السيدة الأولي الرعاية والمتابعة المستمرة, حتي أصبحت منارة في العالم, حيث تسلمت نصف مليون كتاب مهداة من مكتبة فرنسا الوطنية. وردت السيدة سوزان مبارك باللغة الفرنسية علي الهبة بالتذكير بما حصلت عليه مكتبة الإسكندرية القديمة عندما تلقت منذ أكثر من ألفي عام أكبر هدية في التاريخ من مارك أنطونيو(200 ألف مخطوطة) إلا أن المكتبة تستقبل اليوم الهدية الأكبر(500 ألف كتاب) بعد8 سنوات علي بعثها للوجود بعد اختفائها قرابة2500 عام لتعود شاهدة علي عصر الحضارة والنور الذي يقوده مبارك في مصر والشرق الأوسط. لنا أن نفتخر بمكتبة الأسكندرية التي أصبحت ثاني مكتبة فرانكفونية خارج فرنسا بعد مكتبة الكونجرس, وأكبر مكتبة في الشرق الأوسط وإفريقيا وجنوب المتوسط لاستقطاب الفرانكفونيين في إطار التعاون الأورومتوسطي. فهي تتطور وتنمو بسرعة كبيرة وتستقطب نوادر الكتب والمطبوعات العربية التي تذهب إليها بأسماء أصحابها بدلا من أن تضيع لدي بائعي الكتب والمكتبات. كما أصبحت أهم مكتبة رقمية في الشرق الأوسط, فوزنها المؤسسي والثقافي ودورها التنويري في بلادنا وإقليمنا متزايد, ويكفي أن نتذكر وثيقة الحوار للإصلاح السياسي والاقتصادي في منطقتنا ردا علي دعاوي التدخل في شئوننا وقضايا المرأة والطفل, ودورها في مركز أو معهد دراسات السلام الذي يعد جناحا أكاديميا لحركة سوزان مبارك الدولية النشيطة من أجل السلام. إن رمزية احتفال المكتبة بالكتب الجديدة ومتحف المجوهرات تؤكد لنا روح العمل والمبادأة والاستمرارية, والمتابعة الدائمة للسيدة الأولي ومشروعاتها الخلاقة في مصر. [email protected] المزيد من مقالات أسامه سرايا