يبدو من المؤتمر الصحفى المشترك الذى عقده وزير خارجية الولاياتالمتحدة جون كيرى مع نظيره الروسى لافروف بعد ماراثون مفاوضات استمر تسع ساعات، أن الجانبين نجحا فى إقرار مشترك لعدد من القضايا المهمة التى يمكن أن تفتح الطريق لتسوية سلمية للحرب الأهلية السورية، اولاها ان جبهة النصرة تحت اسمها الجديد وشعارها الجديد لاتزال منظمة ارهابية تنتمى إلى تنظيم القاعدة مهمتها تخريب السلام، ومن واجب الدولتين روسيا وامريكا ان تتعاونا على حربها، وثانيتها ان على المنظمات المعارضة لنظام بشار الاسد ان تفض اشتباكها مع جبهة النصرة وتتوقف عن القيام بعمليات مشتركة معها وتمتنع عن التماس مع جبهة النصرة كيلا تتعرض للقصف الجوى، وثالثتها ضرورة الحفاظ على وحدة الدولة السورية والامتناع عن مساندة قيام كيان سياسى كردى شمال سوريا، وآخرها قبول وضع بشار الاسد رئيسا لسوريا خلال المرحلة الانتقالية وإلى ان تجرى انتخابات رئاسية وبرلمانية جديدة. ولايعنى الاتفاق على هذه المبادئ الاساسية أن الطرفين على وشك إعلان اتفاقهما الكامل، فلايزال اعضاء الوفدين الأمريكى والروسى يناقشان تفاصيل واجراءات تطبيق هذه المبادئ بما تنطوى عليه من خلافات يمكن ان تفسد الاتفاق، لكن الامر المؤكد ان الامريكيين والروس قد توافقوا بالفعل على ضرورة وقف علميات تسليح جبهة النصرة، وتسهيل وصول مواد الاغاثة الى المناطق المحاصرة بما فى ذلك حلب، والأهم من ذلك الانغماس الروسى الامريكى المشترك فى قتال جبهة النصرة إذا لم ترضخ لشروط الاتفاق وواصلت دورها التخريبى فى سوريا. ويتوافق مع هذا الجهد الأمريكى الروسى المشترك المبادئ الخمسة التى أعلنها الرئيس السيسى كشروط أساسية لتسوية الحرب الأهلية السورية، التى تؤكد رفض الحرب واجراء التسوية السياسية والحفاظ على وحدة التراب السورى ودعم الدولة السورية ونزع سلاح الميليشيات والجماعات المتطرفة واعادة إعمار سوريا. ولاأظن أن للعرب مصلحة خاصة او عامة تلزمهم معارضة هذه الجهود الدولية المشتركة لتسوية الحرب الاهلية، بما فى ذلك الامتناع عن إمداد جبهة النصرة بالأسلحة والمؤن والذخائر، وربما يكون مفيدا لو ان الجامعة العربية استثمرت الظرف الراهن فى محاولة خلق وفاق عربى يساعدعلى اقرارالتسوية السياسية،ويحض كل الاطراف على الامتناع عن تسليح أى من هذه الجماعات المتطرفة، بحيث يتحقق توافق اقليمى دولى يساعد على انهاء الكارثة الانسانية الضخمة التى يتعرض لها الشعب السورى. لمزيد من مقالات مكرم محمد أحمد