نجاة الطفل «يوسف» 12 عاما من موت محقق يؤكد الصورة الذهنية للمستشفى منذ تأسيسه على يد الدكتور إسماعيل سلام وزير الصحة الأسبق عام 1986. معهد ناصر أقرب اسم على لسان المصريين فى الأوقات الحرجة، ثلاثون عاما على تأسيسه. تعاقب عليه المسئولون.. وتباينت جودة الخدمة التى يقدمها. وعانى من المشاكل وعانى منه المرضى وتعددت حوله وجهات النظر. لكن يظل معهد ناصر فى الأوقات الصعبة قبلة المصريين من مختلف أنحاء الجمهورية. الدكتور حازم الفيل مدير المستشفى يتحدث معنا حول الأوضاع الحالية والمستقبلية بالمعهد. فى البداية نسأل: كيف تروى لنا قصة إنقاذ الطفل يوسف الذى سقط فى بئر المصعد واخترق جسده «سيخ» خرسانى مسلح؟ بداية الأسبوع الماضى فوجئنا بدخول الطفل يوسف عوض حسنى سقط فى بئر المصعد من الدور الثالث ليرتطم بسيخ خرسانى مسلح ليخترق جسده ولم يستطع أهل الطفل اخراج السيخ من جسم الطفل واضطروا لقطع السيخ من الأرض وتركوا حوالى متر ونصف المتر من السيخ فى جسم الطفل وقام الأهالى بنقله إلى استقبال معهد ناصر وتم توقيع الكشف الطبى على الطفل وتبين دخول السيخ الحديدى بالجهة اليسرى من الصدر وخرج من الظهر. كيف تعاملتم بالسرعة مع هذه الحالة الخطيرة؟ على الفور تم دخول المريض إلى المستشفى واجراء الفحوص اللازمة ودخوله إلى غرفة العمليات تحت مخدر عام وتم اجراء جراحة عاجلة لاستخراج السيخ الحديدى ونجح الفريق الطبى فى إنقاذ الطفل وهنا أذكر أن الفريق الطبى ضم الدكتور ابراهيم قصب استشارى جراحة القلب والصدر والدكتور حمدى عبدالغفار استشارى الجراحة العامة، والدكتور أحمد طاهر غانم استشارى الأوعية الدموية ود. شريف محمد عبدالعزيز طبيب جراحة الأوعية الدموية كما تمت الاستعانة بفريق الصيانة بالمستشفى لنشر الجزء الخارجى من السيخ وشارك فى الفريق كل من الفنى سلامة مرسى ورمضان ثروت وهؤلاء يستحقون الإشادة لأنهم نجحوا فى إنقاذ حياة هذا الطفل. دكتور حازم الفيل إلى أى مدى كانت فرصة الإنقاذ كبيرة؟! بصراحة كانت المهمة صعبة لاسيما أن السيخ اخترق المنطقة بجوار ضفيرة الأعصاب بالذراع اليسرى والشرايين بالذراع على بعد 2 أو 3سم من جدار القلب والرئة اليسرى. ماذا تعنى لكم مثل هذه الحالات الحرجة والأكثر خطورة وهل تكونوا جاهزين؟! نعم.. وهناك أمثلة مشابهة وأكثر خطورة ونعطيها الأولوية عن باقى الحالات لأنها لا يمكن أن تحتمل الانتظار. بينما هناك حالات أخرى تحتمل الانتظار. على ذكر الانتظار قوائم الانتظار متزايدة رغم أن العمل داخل المعهد يسير بوتيرة سريعة أيضا.. وبالتالى.. أين السبب؟! حجم الإقبال على المستشفى أكبر بكثير من طاقته الاستيعابية.هذا فضلا على أنه كما ذكرت لك أن هناك حالات حرجة فى جميع الأقسام ولابد أن تكون لها الأولوية وهناك حالات أقل فى الخطورة وهكذا كما أننا مرتبطون بعدد الأسرة وغرف العمليات والعناية المركزة وذلك تحسمه الطاقة الفعلية للمستشفى لاسيما أن المرضى يأتون من كل محافظات مصر والضغط يتزايد بشكل كبير نظرا لأنه توجد تخصصات مهمة ومطلوبة بالمعهد مثل وحدة زراعة النخاع ووحدة زراعة الكبد التى افتتحها الدكتور أحمد عماد وزير الصحة منذ حوالى 5 شهور وهى من الوحدات القليلة فى مستشفيات مصر. كم عدد أسرة الرعاية المركزة لديكم؟! حوالى 30 سريرا بالرعاية وسوف تتم إضافة 30 سريرا جديدا. كم عدد المرضى الذين يترددون يوميا على العيادات الخارجية بالمستشفى؟! حوالى 1500 حالة يوميا. وكم عدد المرضى الذين يستوعبهم المستشفى؟! 850 مريضاً كم عدد العمليات الجراحية التى تتم يوميا؟! متوسط العمليات الجراحية يتراوح ما بين 50 إلى 60 عملية جراحية يوميا. ماذا تقدمون من خدمة طبية جيدة للمرضى الغلابة؟! نبذل قصارى جهدنا لمساعدة جميع المرضى والمستشفى يقوم بإنهاء كل الاجراءات المتعلقة بالعلاج على نفقة الدولة والتأمين الصحى هذا فضلا على أن مكتبى مفتوح لتلقى أى شكاوى وأقوم بالتفاعل معها وحلها فورا، والأولوية لظروف حالة المريض ومدى خطورتها وحاجتها للإنقاذ هذا فضلا عن أن 95% من المرضى بالمعهد على نفقة الدولة والتأمين الصحى. ما هى فلسفتك فى الإدارة؟ فلسفتى هى الإدارة العلمية بحيث يصبح كل شىء يتم وفقا لتخطيط ووفقا لدراسة حالية ومستقبلية ربما تمتد إلى عشر سنوات مقبلة. ما هى خطتكم لتطوير معهد ناصر؟ توجد لدينا خطة تطوير وإحلال وتجديد للأجهزة وبدأت منذ العام الماضى وسوف يتم تركيب أجهزة حديثة لغرف العمليات هذا فضلا على أن الخطة تتضمن زيادة عدد أسرة الرعاية المركزة، وتطوير ملف التمريض وتدريبه على أعلى مستوى، كما أنه سوف يتم تطوير الطوارئ فضلا على أن الخطة تتضمن ضرورة اجراء توسعات للمستشفى لمجابهة حجم الإقبال المتزايد من المرضى.