لا أعلم ما هو السبب الحقيقي الذي يبحث فيه مجلس الشوري في الوقت الحالي اسس معايير اختيار رؤساء تحرير الصحف القومية, وبخاصة في وقت يعتبر وقت الريبة, حيث إن انتخابات الاعادة لرئاسة الجمهورية علي الابواب. والمعروف أن المجلس اغلبيته من حزب الحرية والعدالة, ورئيسة هو المرشح في الاعادة. هل هي محاولة ترهيب من المجلس للصحف القومية في الوقت الحالي حتي لا يتم شن هجوم علي المرشح الاخواني والوقوف بجانبه والدفاع عنه, ومن يخالف ذلك فمصير رئيس التحرير الاستبعاد من الموقع, أم انه يجب علي الجميع تقديم فروض الولاء والطاعة للمجلس وحزب الاغلبية فيه علي غرار ما كان يحدث مع الحزب الوطني ورجالاته, في اعاده مستنسخه لما قبل الثورة. والاخطر من ذلك معايير الاختيار التي تهين منصب رئيس التحرير, فكيف لصحفي مهني محترف يقوم بتسويق نفسه لدي لجنة الاختيار التي تضم بينها مجموعة من الشخصيات لا علاقة لهم بالصحافة سوي شراء الجريدة وتصفحها,وكيف ينزل صحفي من نفسه, ويحمل ارشيفة الصحفي ويذهب لمجلس الشوري يتسول المنصب, وكأنه في بداية حياته يمر علي الصحف ليجد عملا بها, ويضع نفسه في هذا الموقف المهين من أجل سواد عيون الكرسي. كيف يتم تعليق اسماء المرشحين في المؤسسات الصحفية لتفتح مجالات عديدة للشقاق بين الصفوف, واثارة الفتن والقلاقل فلن يحدث توافق بين الجميع كما أن مهنة الصحافة لايمكن أن تجري بالانتخاب لان هناك نماذج فشلت فشلا ذريعا بعد الثورة ولم يمضوا في اماكنهم شهورا وكان وصولهم لكرسي رئاسة التحرير عن طريق الصندوق, فليس كل مهني قياديا, والعكس صحيح. إن ما يحدث بالفعل مع الصحافة القومية حاليا أمر يثير الشكوك, وكان يجب علي مجلس الشوري أن ينتظر لما بعد وضع الدستور حتي يتم معرفة دور الصحافة فيما بعد أم أنه يحاول أن يقصي الصحافة ويجعلها تحت طوعة من خلال اهانة منصب رئيس التحرير حتي لا يجرؤ فيما بعد من وجهة نظرهم ان يسطر كلمة هجوم في الحق, إننا بالفعل نعود الي الخلف ولكن بطريقة مبتكرة وجديدة والمعايير تستهدف إهانة الصحفيين. المزيد من أعمدة جميل عفيفى