بهدوء وثقة يدخل المدرب الأمريكي بوب برادلي إلي قلوب المصريين يوما بعد يوم ومباراة بعد أخري, بفضل سلوكه الشخصي وتصرفاته, المحترمة قبل مهاراته الفنية والادارية الواضحة. بداية هو يستحق التهنئة علي أدائه الموفق في مباراة غينيا أمس الأول وحسن قيادته للفريق فيها بصورة حيدت كثيرا خطورة المنتخب المضيف, وجعلت منتخبنا يستفيد من كل امكاناته, بخبراته وعناصره الشابة.. ونظرة علي تشكيل البداية والتغييرات أيضا تكشف لنا عن أن الرجل لاتنقصه الشجاعة الهجومية خارج ملعبه, وأن ثقته في اختياراته للكبار والصاعدين في محلها, وأنه بارع في نوعية وتوقيت التغيير. لكنني لن أسترسل في نقد الرجل فنيا, خصوصا ونحن فائزون ولا مجال اليوم علي الاقل لبيان بعض الهفوات الفنية, فالاهم هو أننا بصرف النظر عن النتائج السابقة والقادمة للمنتخب معه, قد كسبنا رجلا محترما متواضعا مهذبا, لايتخذ مواقف شخصية من اللاعبين أو يغلب كبرياؤه الشخصي علي مصلحة الفريق, وهو علي استعداد دائما لسماع وجهة النظر الاخري دون تعال أو غرور, فهو في البداية لم يستدع أبو تريكة وعندما لاحظ أن الآراء مجمعة علي الحاجة إليه أعاد بحث الأمر, ووضعه تحت المراقبة الدقيقة في مباريات الاهلي, قبل أن يصبح اليوم اختياره الاول في التشكيل! وكذلك الحال مع شوقي الذي كان رد فعله حادا غير مقبول عندما تجاهله برادلي في أول اختيار للمنتخب, ومع ذلك لم يأخذها الرجل الكبير عله وعندما استحق شرف العودة للمنتخب أعاده بكل أريحية وكرم أخلاق. ان (شخصية) المدرب عامل مهم جدا في نجاحه واكتسابه احترام الناس وحبهم, بصرف النظر عن النتائج, فالمدرب الذي يحرز الالقاب والانتصارات, لكنه يسيء الادب ويشتم الصحفيين والحكام, ويشكو دائما من الظروف المعاكسة, والتي إما أنه يتفوق عليها ببراعته الفذة! أو أن تكون الذريعة الجاهزة لفشله, لايستحق الاحترام.. أقول هذا لان الظروف الصعبة التي يستعد فيها المنتخب الوطني والتي يقيم فيها مبارياته علي ملعبه دون جماهير كفيلة بازعاج أي مدرب, لكننا لم نسمع برادلي يشكو منها يوما! يلزم القول.. وقد علمت الحقيقة أن المهندس هاني أبو ريدة عضو الكاف والفيفا, قام بدور مهم في تغيير موعد مباراة افريقيا الوسطي بمصر في تصفيات كأس الامم لتقام يوم 15 بدلا من 17 الحادي, من خلال علاقته القوية مع رئيس اتحاد افريقيا الوسطي, الذي كان من الضروري موافقته علي الموعد الجديد. [email protected] المزيد من أعمدة عصام عبدالمنعم