انتظر كثيرون أن ينجح التليفزيون المصري بالذات في التوصل إلي اتفاق يسمح باقامة مناظرة مباشرة بين الدكتور والفريق وليس علي طريقة المفاوضات غير المباشرة التي ستجري الليلة. ذلك أن الذين أعطوا أصواتهم في الجولة الأولي للدكتور مرسي أو للفريق شفيق لن يغيروا رأيهم بالتأكيد في الجولة الثانية بل لعلهم سيكونون أكثر تمسكا به. لكن في المقابل هناك عدد أكبر اما لم يشارك في الجولة الأولي أو شارك وأعطي صوته لمرشحين آخرين وهم اليوم يواجهون مأزق الاختيار بين مرشحين استبعدوهما في الجولة الأولي. ولذلك كان ضروريا أن يواجه الاثنان بعضهما ليشجعا الذين لم يختاروا علي المشاركة الايجابية وليس بطريقة ابطال الأصوات التي يفكرون فيها. وإذا كانت المناظرة السابقة بين أبو الفتوح وعمرو موسي قد ساهمت في عدم توفيق الاثنين فهذا ليس بسبب مبدأ المناظرة في حد ذاته, وإنما بسبب الأداء الذي ساهم في توجيه الناخبين إلي مرشحين آخرين وهو ما لن يكون ممكنا هذه المرة لأنها مقصورة عليهما وحدهما. صحيح أن كلا منهما أجري أحاديث كثيرة في مختلف القنوات ولكن هناك فرقا بين هذه الأحاديث المفردة مع مذيعين والتناظر بينهما. ثم ان واحدا من الاثنين سيصبح رئيسا لمصر بعد أيام إذا حسمت الدستورية الخلاف حول قانون العزل ولابد أن هذا الرئيس سيلتقي مستقبلا مع رؤساء كثيرين من دول العالم ويواجه مؤتمرات صحفية عدة يسأله فيها ممثلو العالم ويجيبهم. ومن حقنا حتي نطمئن إلي الاختيار أن نعرف كيف سيكون أداء كل منهما في مواجهة الآخر. فهما يجب أن يتصرفا علي أساس أنهما في منافسة حماسية وأنه بعد انتهاء المعركة علي الخاسر أن يهنيء الفائز وعلينا جميعا تقبل النتيجة ونؤدي التحية للرئيس الجديد حتي لو كان الفارق بينهما صوتا واحدا فهكذا الديموقراطية. [email protected] المزيد من أعمدة صلاح منتصر