منذ فترة قصيرة طالبت وزير الإعلام السيد أحمد أنيس بوقف الإرسال المباشر لجلسات مجلس الشعب والشوري وكنت اري ان الجلسات لابد ان تخضع لعمليات مونتاج ضرورية قبل إذاعتها. حتي لا تتحول إلي صواريخ عابرة للقارات بين مؤسسات الدولة.. وقد حدث ما توقعت بعد الجلسة الساخنه حول حكم محكمة الجنايات بإدانة الرئيس السابق ووزير داخليته حبيب العادلي بالأشغال الشاقة المؤبدة وما شهدته من هجوم علي الحكم.. وقد ترتب علي ذلك حدوث مواجهة ضارية بين نادي القضاه ومجلس الشعب إستخدمت فيها كل انواع الأسلحة الجديدة والقديمة إبتداء بالبلاغات وإنتهاء بالتهديدات.. وكنت قد حذرت من ان الأضواء الشديدة احيانا تحرق ولا ينبغي ان نضع احوال البلد كلها علي شاشات الفضائيات لأن ذلك سيحملنا إلي كوارث أكبر وأخطر.. ما يحدث علي الشاشات الآن من عنتريات سببه الأساسي هو الإرسال المباشر ولم يبق غير ان تتجول الكاميرات في غرف الطعام ومطابخ مجلس الشعب ونادي القضاه.. إن خطورة الإرسال المباشر انه ينتقل بنا من أشياء مشروعه ومقبوله إلي مناطق غير مشروعه ومرفوضه.. وللأسف الشديد ان لعبة الأضواء قد شاركت في معظم الأزمات السياسية والإعلامية منذ قيام ثورة يناير.. ماحدث من تراشق حول لجنة إعداد الدستور كان بسبب التصريحات والمعارك علي الفضائيات.. وما حدث من ازمات بين مؤسسات الدولة إبتداء بالمجلس العسكري وإنتهاء بالحكومة ومجلس الشعب والأحزاب والقوي الساسية كان بسبب المعارك والتصريحات علي الفضائيات وبرامج التوك شو وكانت آخر هذه المعارك ما حدث في نادي القضاة.. وفي تقديري ان الشاشات لا ينبغي ان تنقل كل الأحداث خاصة إذا كانت أحداثا مؤسفة لأن البعض يسعي إلي إشعال المزيد من الفتن إرضاء للرأي العام ومزيد من العنتريات.. ومن حق هؤلاء الذين تشدهم لعبة الأضواء بهذه الصورة ان يترشحوا في الإنتخابات أو برامج الفضائيات لأنها أقصر الطرق إلي النجوميه السريعه ولأن إستقرار وامن الشعوب وكرامة المنصب ومسئولياته تتطلب شيئا من الحرص والوقار قد لا يتوافران دائما علي الشاشات. [email protected] المزيد من أعمدة فاروق جويدة