اكاد لا أصدق ان هناك قوات أجنبية هبطت علي ميدان التحرير في اثناء ثورة يناير وقتلت الثوار..هذه الأقوال ترددت في أكثر من مناسبة واكثر من قضية وجاءت علي لسان عدد من المسئولين في شهادتهم امام القضاء. بل إنها جاءت في حيثيات الأحكام.والغريب في هذه الأقوال انها فتحت طريقا واسعا لأحكام البراءة في عدد كبير من قضايا قتل الثوار..وهذه الأقوال لابد ان يكون لها سند من الوقائع والأحداث حتي لا تتحول إلي مبررات لإغلاق عدد من الملفات التي تورط فيها كبار المسئولين في اثناء أحداث الثورة..إن هذه الأقوال تشير كما جاء في عدد من القضايا إلي قوات أجنبية قيل انها من حماس وحزب الله..وهنا نجد انفسنا امام اكثر من سؤال..كيف دخلت هذه القوات إلي مصر وهل كان هناك نوع من التنسيق بينها وبين جهات داخلية مصرية ساعدت في تهريبها ومن هي هذه الجهات الداخلية.. وكيف وصلت إلي ميدان التحرير وإذا كان البعض قد ذكر في شهادته ان 90 قناصا قد تسللوا إلي ميدان التحرير فكيف عرف هؤلاء اعدادهم ولماذا لم يتم القبض عليهم في الميدان متلبسين بقتل الشهداء..وكيف يدخل هذا العدد الكبير إلي الميدان بخططه واسلحته ويقتل الشهداء ويختفي مثل اللهو الخفي..وهل كان من الصعب إلقاء القبض علي اعداد منهم..وكيف دخلت اعداد أخري إلي السجون في أرجاء متعددة من مصر وقامت بفتحها وإخراج المساجين منها بمن فيهم عناصر حماس وحزب الله وكيف تسللت حتي وصلت إلي سجون الصعيد والدلتا ودخلت ميدان التحرير في غيبة الأمن..لا اتصور ان تعبر هذه الأقاويل والشهادات في المحاكم دون مكاشفة من اجهزة الدولة..وهل يعقل ان يتم اختراق الأمن القومي المصري بهذه الصورة دون علم من هذه الأجهزة..لقد كانت هذه الأقاويل والشهادات سببا في تبرئة عشرات المتهمين في قضايا قتل الشهداء رغم انها اتهامات غير مؤكدة والمطلوب الأن هو تقديم مايثبت ويؤكد صحة هذه الأقوال بالأسماء والحوادث والأماكن والتواريخ لأن العدالة لها طريق واحد والأخطر من ذلك ان إختراق الأمن القومي المصري بهذه الصورة يجب ان يخضع للحساب والمساءله. [email protected] المزيد من أعمدة فاروق جويدة