عرفت أحمد زويل واقتربت منه منذ وصل إلى مصر بعد أن سجل اسمه فى قائمة الشرف كأول مصرى وعربى يحصل على جائزة نوبل فى الكيمياء . وصحيح أنه حقق هذه الجائزة نتيجة أعماله فى معهد كاليفورنيا للتكنولوجيا (يشار اليه بالحروف الأولى من اسمه بالانجليزية «كالتك» ويعد من أعظم جامعات أمريكا) ،لكن الذى يذكر لزويل أنه على طول السنين ظل فخورا بمصريته ، وكان كثيرا مايربط بين أبحاثه التى يجريها فى موضوع «الزمن» وبين المصريين القدماء الذين قال عنهم فى كلمته يوم تسلم جائزة نوبل إنهم أول من بدأوا سباق العلم لقياس الزمن الذى وصل بنا الى «زمن الفيمتو ثانية» وأنه لو كانت جوائز نوبل موجودة أيام الفراعنة حين بزغت شمس الحضارة المصرية القديمة لفاز المصريون القدماء بمعظمها ! وكان من عادة زويل قبل أى لقاء جماهيرى أو حديث يجريه أن يخلو الى نفسه ساعة كاملة يحلق فيها ويسجل على ورقتين أو ثلاث بحجم علبة الكبريت أفكاره التى يتوسع فى الحديث عنها .ثم بعد الحديث نذهب لتناول عشاء مصرى صميم فى أحد مطاعم السمك أو الأكل الشرقى المصرى بعد أن يكون قد تحرر من حالة الضغط التى عاشها قبل اللقاء أو الحديث . وفى ذلك الوقت كنت أقدم برنامجا فى قناة دريم التليفزيونية بعنوان «صالون دريم» لعله كان من أوائل برامج الحوار الفضائية، وقد استضفت فيه الدكتور أحمد زويل ومعه المفكر الكبير الدكتور مصطفى الفقى، وقد جمع بينهما أنهما من مواليد محافظة البحيرة وينتميان لجيل واحد. وعلى الهواء مباشرة استمر الحوار مع النجمين الكبيرين ثلاث ساعات متواصلة ، وفى خلال اليومين التاليين أعيد اذاعة البرنامج أربع أو خمس مرات ، وقد أحدث البرنامج فى زمانه «غيرة بشرية» لدى البعض من العالم الكبير زويل، أما بالنسبة لى فقد شعرت بعد أن حاورت نجمين أحدهما بقامة عالمية فى العلم والثانى بقامة كبيرة فى الفكر أنه أنسب مايكون لقاء الاعتزال من الصالون .وللحديث بقية [email protected] لمزيد من مقالات صلاح منتصر