شهدت مدينة إسطنبول التركية أمس مشاركة مئات الآلاف من المواطنين فى أكبر المظاهرات التى خرجت للتنديد بواقعة الانقلاب العسكرى منتصف الشهر الماضي، وسط توجيهات من الرئيس رجب طيب أردوغان بأن يكون « تجمع الديمقراطية والشهداء»، آخر مظاهرة من نوعها لدعم حكومة حزب العدالة والتنمية. وشهدت المظاهرات تكثيف الإجراءات الأمنية على أن يتم نقلها عبر شاشات عملاقة فى المحافظات الكبرى بتركيا، وشارك بها كل من أردوغان ورئيس وزرائه بن على يلديريم وزعماء الأحزاب السياسية، وفى مقدمتهم العدالة والتنمية الحاكم و الشعب الجمهورى والحركة القومية. وتم تعميم توجيهات من جانب مؤسسة الرئاسة بعدم رفع أي اعلام تخص الأحزاب السياسية، والاكتفاء برفع العلم التركى فقط. وشارك فى تأمين المظاهرة الأخيرة كما تصفها وسائل الإعلام المحلية ، حوالى 30 ألفا من عناصر الشرطة والأمن، نصفهم تم نشره بين الحضور فى ملابس مدنية. وشارك فى دعم التجمع حوالى 2200 ممرضة، و122 سيارة إطفاء و102 سيارة إسعاف، بالإضافة لعدد من الطائرات المروحية التابعة لمديرية أمن إسطنبول. وعلى صعيد متصل، كشفت صحيفة « وطن» عن أن وفدا من وزارة العدل الأمريكية سيصل إلى تركيا الأسبوع المقبل لإجراء مباحثات حول طلب أنقرة تسليم الداعية فتح الله جولن، والذى تتهمه السلطات التركية بالمسئولية عن التخطيط لمحاولة الانقلاب التى جرت منتصف الشهر الماضي. وأشار التقرير الصحفى إلى أن وزيرى العدل والخارجية الأمريكيين سوف يقومان بزيارة تركيا لاحقا لإجراء مباحثات حول الشأن ذاته. وكانت أنقرة قد طالبت السلطات الأمريكية بتسليم جولن المقيم على أراضيها، وفقا لاتفاقية تسليم المجرمين الموقعة بين الجانبين عام 1979. وكانت شبكة « تى آر تى» الحكومية قد أشارت إلى توافر معلومات مخابراتية لدى الرئاسة التركية حول تعاون محتمل بين أنصار جولن وعناصر منظمتى «حزب العمال الكردستاني» و«داعش» الإرهابية لتنفيذ اعتداءات إرهابية تستهدف قطاعات البنية التحتية فى البلاد. وعلى صعيد متصل، أعلن وزير الخارجية النمساوى سيباستيان كورتس معارضة فيينا فتح فصول جديدة فى المفاوضات الدائرة بين الاتحاد الأوروبى وتركيا حول عضوية الأخيرة، بسبب حملة القمع الكبيرة القائمة فى تركيا منذ الانقلاب الفاشل. وذلك فى حين، اتهم زعيم حزب الحرية اليمينى المتطرف فى النمسا هاينز شتراخه الرئيس التركى باستغلال مسألة الانقلاب، على غرار مافعله زعيم النازية أدولف هتلر لحريق «الرايخستاج» فى ألمانيا، لتعزيز سلطته. وأضاف قائلا إن «الانقلاب ترك انطباعا بأنها كانت عملية موجهة لتحويل فكرة الدكتاتورية الرئاسية لأردوغان إلى أمر ممكن».