وجه الرئيس عبد الفتاح السيسى فى كلمته بمناسبة الاحتفال بذكرى العام الأول على افتتاح قناة السويس الجديدة، التحية والتقدير للشعب المصرى بمناسبة مرور 60 عاما على تأميم قناة السويس ومرور عام على افتتاح قناة السويس الجديدة. وتناول الرئيس التحديات التى تواجه المصريين ، قائلا «أذكركم بمقولة يا نحكمكم يا نقتلكم»، مشيرا إلى أن الهدف ليس ارتكاب أعمال إرهابية فقط ولكن استهداف إرادة المصريين وتحويل الأمل الذى يبنى بداخلهم إلى إحباط ويأس. وتناول الرئيس ما أطلق عليه وصف «الإنجاز والتشكيك»، حيث أشار إلى أن هناك تشكيكا فى كل إنجاز يتم الوصول إليه، مضيفا أن حفر القناة الجديدة فى عام واحد بكافة معدلات الإنجاز كان يصعب تحقيقه وحققه المصريون، فى الوقت الذى يخرج فيه البعض للتشكيك فى هذه الإنجازات حتى لا يشعر المصريون بأى تقدم أو أمل مهما تم من إنجاز. وأكد أن الشعب المصرى لديه من القدرة والوعى والذكاء ليميز الطيب وغير الطيب ، مشيرا على سبيل المثال إلى تطوير قناة السويس لمجابهة التطور الذى سيتم فى حركة التجارة العالمية على مدار ال 20 عاما المقبلة ، ليخرج البعض ويقول ان القناة تخسر دون الاعتماد على أى معلومات صحيحة.وأضاف أن هيئة قناة السويس تحصل رسوم مرور السفن وتسلمها للبنك المركزى ليحولها بدوره بالجنيه المصرى إلى وزارة المالية. وتساءل الرئيس عن أسباب التشكيك فى كل إنجاز يتم ، مشيرا إلى أنه كان هناك أزمة فى قطاع الكهرباء منذ سنوات طويلة، وعقب القضاء على الأزمة يخرج البعض ليقول ان فواتير الكهرباء مرتفعة جدا، مشيرا إلى أن هناك أيضا تشكيكا فى المشروعات القومية مثل مشروع المليون ونصف مليون فدان ومشروع شبكة الطرق القومية وتنمية سيناء وغيرها من المشروعات. وأوضح الرئيس أن ما يتم من تشكيك مستمر هو محاولة لهزيمة الإرادة، مشيرا إلى أن المستهدف هو إرادة المصريين ولابد من توضيح الحقائق للكثير من المصريين. وأكد أن مصر دولة تسعى لأخذ مكانها بكل قوة ، مضيفا أن الهدف من تشكيك كل إنجاز هو تحطيم إرادة الشعب المصرى وهو من المستحيل أن يحدث ولا يستطيع أحد أن يفعل ذلك. وأشار إلى أن مشروع الأنفاق أسفل قناة السويس يعكس مجهودا ضخما يبذل منذ عام من قبل 4 شركات مصرية، وكان من الممكن أن يتم تنفيذ نفق واحد فقط وأن تقوم بتنفيذه شركات أجنبية بضعف التكلفة، إلا أن المشروع بالكامل بأيد مصرية وكل شركة تقوم بحفر نفق بطول 5 كيلومترات، مشيرا إلى أن المشروع «خطوة من ألف خطوة مصر بتمشيها». وحول نقل المواطنين من المناطق العشوائية لمناطق الإسكان الاجتماعي، استنكر الرئيس انتقاد البعض لهذه الخطوة بحجة أنهم غير مجهزين للانتقال إلى هذه المناطق. وأكد الرئيس أن ارتفاع الأسعار وما تواجهه مصر من تحديات اقتصادية سواء أزمة الدولار أو ضرب لقطاع السياحة هو ثمن للتقدم والبناء الذى تشهده مصر حاليا، مؤكدا أن «البناء صعب يحتاج جهدا وإرادة والهدم سهل». ووجه حديثه للمصريين قائلا إن الإنجازات التى سيراها المصريون خلال الشهور المقبلة فى كافة المجالات كان لا يمكن إنجازه خلال 10 أو 15 سنة، مضيفا أن مصر تتغير لأن المصريين أصروا على تحقيق تغيير حقيقى بهدف تحقيق مستقبل أفضل. وطالب المصريين بالحرص والانتباه للتشكيك فى كل إنجاز يتم ، حيث أعرب الرئيس عن تعجبه من محاولات البعض انتقاد تسليح الجيش فى الوقت الذى تمر به المنطقة بظروف صعبة، كما تعجب من انتقاد البعض لتدخل القوات المسلحة لضبط أسعار السلع الأساسية. وأكد أن مصر تتحرك للأمام بإرادة شعبها وتبنى مستقبلا لشعبها ولأحفاد الشعب ، مطالبا المصريين بألا يتم إحباطهم وأن يكون لديهم أمل مستمر. وقال الرئيس إن مسألة الاصطفاف والانتباه التى يرددها دائما هدفها ألا يدخل أحد بين المصريين أو ينشر فتنة بينهم، مطالبا كافة المصريين ومؤسسات الدولة والمسئولين والمصريين أيضا بالانتباه حتى يدب اليأس فى نفوس أهل الشر. وتناول الرئيس واقعة المحاولة الفاشلة لاغتيال الدكتور على جمعة، مشيرا إلى أن الهدف منها كان إفساد حفل الذكرى الأولى لافتتاح قناة السويس الجديدة، مؤكدا أن الله حمى المصريين. وأكد الرئيس أن هناك فرقا كبيرا بين النقد البناء والنقد الهدام، مشيرا إلى ضرورة تحقيق المزيد من التواصل والشفافية بين مؤسسات الدولة والشعب حتى لا تكون هناك فرصة لمحاولات التضليل والتشكيك والتزييف. وتوجه الرئيس بالشكر لهيئة قناة السويس وجميع العاملين على كافة المشروعات فى الدولة بالكامل، مشيرا إلى أنه لا يتم الإعلان عن المشروعات إلا بعد إنجاز أجزاء كبيرة منها.وطالب المصريين بالاستمرار فى العمل والبناء والتنمية والتعمير،مؤكدا أن سنن الله تدعم البناء والتنمية والرخاء ولا تدعم الشر ولا القتل والتخريب ولا التدمير. وأكد أنه لن تنال أى قوة على وجه الأرض من قوة مصر وشعبها، قائلا: «والله النصر معاكم». وأضاف أن حجم الإنجاز الذى تم خلال عام فى مدينة الإسماعيلية الجديدة كبير جدا، مشيرا إلى أن استكمال الأنفاق أيضا سيسمح بسهولة الانتقال بين شرق وغرب الإسماعيلية. وأضاف أن حفر قناة السويس منذ 150 عاما ترتب عليه وجود فاصل بين أرض مصر فى سيناء وأرض مصر فى غرب القناة وما نقوم به اليوم يربط بشكل قوى بين سيناء والدلتا، موضحا أنه يتم تعمير 60 ألف كيلومتر مربع ما بين مدن وزراعة وصناعة ومزارع سمكية ومناطق صناعية فى شرق بورسعيد.وأشار إلى أنه سيتم أيضا خلال الفترة المقبلة افتتاح مشروعات جديدة فى محافظات الصعيد. وقدم الرئيس الشكر لكافة العاملين فى المشروعات القومية ، كما قدم شكره لكافة مؤسسات الدولة من جيش وشرطة وقضاء وبرلمان على العمل فى ظل الظروف الصعبة الحالية.