مما لا شك فيه أن عصر الملك سلمان بن عبد العزيز يشهد طفرة إيجابية رهيبة في مجال الارتقاء بالمرأة السعودية.. فقد شاركت سعوديات لأول مرة منذ تولي الملك سلمان في الحياة البرلمانية، وتم توفيق بعض أوضاع المرأة هناك، لرفع العناء عن كاهلها.. ولولا ثقة النساء في السعودية في الملك سلمان لما أقدمن على الاستغاثة به مؤخرا. والأمر بدأ منذ عدة أيام، حين أشعلت نساء سعوديات موقع تويتر للتواصل الاجتماعي، ب"تويتة" بلغة الموقع أو تغريدة يستغثن فيها بالملك سلمان مطالبين بإسقاط الولاية عنهن. وقد أشعلت هذه "التغريدة" جدلا واسعا في المملكة بعد أن انضم إليها عشرات الآلاف دعما لحملة جريئة تطالب بإلغاء قوانين ولاية الرجال على النساء في المملكة. وقد شارك عشرات الآلاف من المغردات والمغردين السعوديين على موقع "تويتر" في النقاش الدائر في البوست.. #سعوديات_نطالب_بإسقاط_الولاية، الذي يعد عنوانا للحملة، وسط انقسام متوقع في واحدة من أكثر القضايا الحساسة في المملكة. وبالرغم من هذا، بلغ عدد التغريدات حول الموضوع عند إعداد هذا التقرير قرابة 100 ألف تغريدة، وسط توقعات بارتفاع عدد المشاركين في النقاش الساخن الذي يحاول فيه كل طرف إثبات أنه الأكثر عددا وإقناعا وأدلة. وقد شارك في هذه التغريدة أيضا، رجال دين وإعلاميون وكتاب ومشاهير ونخب ثقافية كثيرة في النقاش الحاصل ما أضفى عليه أهمية، إلى جانب عدد كبير من المغردين والمغردات السعوديين المنقسمين بين فريق مؤيد للحملة وآخر معارض لها. ويقول مؤيدو حملة إلغاء ولاية الرجل، وغالبيتهم من النساء، أن من حق المرأة أن تكون مصانة بكرامتها وحقوقها التي هي أولى بها.. كما اقترحت بعض المغردات على الرجال تصور حالهم وهم بحاجة إلى سماح والداتهم وزوجاتهم وبناتهم لاتخاذ أي خطوة من قبلهم. فيما يقول معارضو الحملة، وبينهم فريق من النساء أيضاً، بأن ولاية الرجل حماية للمرأة وضمان لمستقبلها، وأن الولاية لا تمنعها من التصرف بشؤونها، بل تطلب موافقة وليها فقط، ويمكنها اللجوء للقضاء في حال شعرت بالظلم من وليها. وشكك البعض برغبة امرأة "عاشقة" في إسقاط ولاية زوجها، الذي هو حبيبها عنها، حيث قال أحد المغردين على #سعوديات_نطالب_باسقاط_الولاية: "لا أتوقع أن امرأة "عاشقة" تريد إسقاط ولاية حبيبها عنها، الكراهية والتجبر هي أساس هذه الحملة و #الحب_هو_الحل". الجدير بالذكر أن ولاية الرجل على المرأة السعودية البالغة، (تعني) أن تفرض الولاية حصولها على تصريح من ولي أمرها عند رغبتها في السفر أو الزواج، أو حتى العمل، أو الحصول على رعاية صحية في بعض الأحيان، أو استئجار شقة، أو رفع دعاوى قضائية. من قلبي: مما لا شك فيه أن بعض الأمور مازالت تحتاج للإصلاح على صعيد المرأة السعودية، لكن بما أن صوت المرأة أصبح يصل لحكامها.. فإذن، ستصنع المرأة مجدها هناك بيدها لحاضرها ومستقبلها. ومن كل قلبي: بعد هذا الجدل الذي أحدثته هذه التغريدة الواسعة، أعتقد أن الملك سلمان سينظر في الأمر، كما سينصف المرأة وسيقضي لها مطلبها إذا كان يرى أن في هذا الأمر صلاح لأمته ونساء وطنه! [email protected] لمزيد من مقالات ريهام مازن