تعالوا نتصارح. عندك شك فى أن سيادتك زهقان شويّة، وتعبان حبتين.. وأحيانا "قرفان" على الآخر؟ إوع تكذب.. تخُش النار! أنت إذن تعبان؟ طيب لماذا؟ خبرك أبيض.. يعنى ألا تعرف السبب؟ الأسعار نار، وشقة الفول على العربيات بجنيه ونصف، ووظائف جديدة مافيش، وشقة وعروسة مافيش.. وحتى الأغانى والأفلام والمسلسلات المضحكة اختفت من حياتنا، أو كادت. وطبعا.. “ مافيس فلوس.. بقيتو منحوس.. فلِّستو خلاص.. نستغلوا فى إيه.. يا افندى يا بيه.. مادام الحظ موريه.. مافيس تهييص.. مافيس قميص.. فينيتو خلاص!”.. ( مع الاعتذار لسيد درويش).. فماذا نفعل يا عباد الله؟ عليكم بماسبيرو! إن من بين المحطات والقنوات هائلة العدد فى التليفزيون الآن ثمّة قناة أبيض وأسود اسمها “ماسبيرو زمان”.. أوصيكم- ونفسى- بمشاهدتها ولن تندموا. ستجدون بها أفلاما غاية فى الإمتاع والتسلية، وممثلين وممثلات فى منتهى الجمال والشياكة والبراعة فى الأداء، ومطربين ومطربات أصواتهم سبحان الخلّاق، ومذيعين ومذيعات تخرج الألفاظ من شفاههم تُغرِّد فتفرح القلب الحزين. مع ماسبيرو ستعيش ساعات من أمتع ساعات ليلك ونهارك، وسوف تتنسّم نسائم شوارع القاهرة أيام أن كان عندنا قاهرة، وستشم عبير الريف يوم أن كان بمصر ريف.. وآآآآآه من بنات “ماسبيرو زمان” يا هووووه.. حاجة كده فى منتهى الدلال والخفّة والرزانة والأدب( آى والله.. رزانة وأدب رغم المينى جيب والميكروجيب والمايكرو جيب!).. يا عمّ هل سنهرّج.. كيف يجتمع الميكروجيب مع الرزانة؟ أيوه يا سيدى لأن الرزانة فى العقل وليست فى الملبس! ولن يجرح أذنيك لفظ خارج.. ولا مشهد تحرش أو اغتصاب مقزز مزعج. ما علينا! تعالوا نتفلسف فى جملة أو جملتين.. وفيها إيه.. فيها إيه( على رأى داليدا). قل لى: ألم تكن حياة المصريين دائما صعبة وخشنة منذ خلق الله مصر ومن عليها؟ فكيف كان المصرى القديم يُبلِّع الحياة فيقاومها ويتغلب على مصاعبها؟ لقد كان- بعيدا عن السامعين- يتعاطى المخدرات.. فلّما أثبت له العلم خطورتها وضررها الفادح على صحته وأسرته وجيوبه كفَّ عن المخدرات ونبذها.. وإن الحنين إليها لباقٍ! واليوم.. صار المصرى يلجأ إلى “ البانادول”. هل تنكر أن الكثيرين منّا يعيشون اليوم على البانادول للتخفيف من حدة الصداع والإرهاق والألم؟ ثم.. أتعرف أن البنادول هو “ باراسيتامول”.. وفيه مخاطر جمّة على الأكباد والكلاوى.. ناهيك عن ارتفاع ثمنه؟.. نعم أعرف يا ابو العورّيف.. فما الحل.. عندك بديل مضمون وكويّس ورُخيّص وابن ناس؟ آه.. فيه.. عليك بماسبيرو زمان! إن العودة للماضى الجميل- أو الذى قدّمه لنا ماسبيرو أيام زمان على أنه جميل- فيها شفاء للنفوس، وإلهاء للقلب المفروس، وهى حل الحلول.. لكل تعبان ومغلول. إنك عندما تقسو عليك الحياة- وهى دائما تقسو- تلجأ إلى الذكريات؛ خاصة الجميل منها، فتستدعيه.. وتظل تترحم عليه، وتتمنى لو أنه عاد. وطبعا أنت من الوعى والفطنة بحيث تدرك أن إعادة العجلة للوراء مستحيلة، وأن” اللى راح ما بيرجعش يا قلبى”.. وبالتالى لا خوف عليك من الغيبوبة، أو التوهان فى سراديب الوهم القديمة. إنك- أولا- سترى المادة الفيلمية بالأبيض والأسود.. ومن ثم تريح عينيك من وهج الألوان الصاخبة الملهبة للأعصاب والمشاعر. وأنت- ثانيا- لن تتوه فى صخب الموسيقى والأغنيات الهائجة المائجة المفركشة العشوائية التى صارت سمة العصر الحالى. ثم أنك- ثالثا- سترى حركة الناس والكاميرا، وحتى السيارات والقطارات، بطيئة تتهادى فتنسى السرعة واللهوجة الكاذبة التى نحيا فيها الآن بلا داع. وأنت- رابعا- تستطيع أن تغادر المشاهدة لتعمل لنفسك كوباية شاى فإذا عدت ستجد المشهد مازال قائما دون أن تفقد منه شيئا. وأنت- خامسا- لن تقتحم روحك تلك الإعلانات المتسلطة اللحوح التى تخنق العقول والأفئدة. يالّا.. يالّا بينا.. على ماسبيرو بتاع زمان! لمزيد من مقالات سمير الشحات