ينتهى اليوم التسجيل الإلكترونى لرغبات الطلاب الناجحين فى الثانوية العامة، بالمرحلة الأولى لتنسيق القبول بالجامعات، المنتظر إعلان نتائجها الخميس المقبل، ليبدأ مكتب التنسيق المرحلة الثانية الأحد المقبل، وتستمر 5 أيام. تؤكد المؤشرات الأولية أنه سيتبقى لطلاب المرحلة الثانية نحو 270 ألف مكان خال فى معظم الكليات، منها 185 ألفا لطلاب القسم العلمى بشعبتيه العلوم والرياضيات، و85 ألفا للأدبى، باستثناء كليات الطب، والأسنان، والصيدلة، والعلاج الطبيعى لطلاب شعبة العلوم، والهندسة لشعبة الرياضيات، والاقتصاد والعلوم السياسية، والإعلام، والألسن، واللغات والترجمة، والآثار، والفنون الجميلة «فنون»، والتربية، ومعظم كليات التجارة والآداب والحقوق انتظام للأدبى. كما تؤكد المؤشرات الأولية ارتفاع الحد الأدنى للقبول بكليات المرحلة الثانية عن العام الماضى لطلاب شعبة العلوم والقسم الأدبى بسبب ارتفاع مجاميع الطلاب فى جميع الشرائح للحاصلين على 85 % فأكثر للعلوم و75 % فأكثر للأدبى وانخفاض الحد الأدنى لطلاب الرياضيات، ولكن ستتبقى أماكن بعدد من كليات الحاسبات والمعلومات لطلاب الرياضيات فى هذه المرحلة. وكشفت الرغبات المسجلة من طلاب المرحلة الأولى على الحاسب الآلى حتى أمس والتى استطاعت «الأهرام» الحصول عليها- عن بعض التعديلات التى قام بها الطلاب عن الأعوام الماضية فى ترتيب الرغبات بتسجيل أعداد تزيد على أعداد الأعوام الماضية من طلاب شعبة العلوم كليات الأسنان رغبة أولى قبل الطب ثم الصيدلة والعلاج الطبيعى. أما ترتيب الرغبات فى الرياضيات فلم يتغير، وظلت الرغبة الأولى لعدد كبير من الطلاب الالتحاق بكلية البترول والتعدين بالسويس، ثم كليات الهندسة، فالحاسبات والمعلومات. وأدخل طلاب الأدبى تغييرا واضحا لترتيب الرغبات بين الاقتصاد والعلوم السياسية والأعلام والألسن والآثار والتجارة والآداب والحقوق بحثا من الجميع عن الدراسة بالأقسام التى تدرس باللغات الأجنبية وعدم تفريقهم بين هذه الكليات بالرغم من ارتفاع مجاميع هؤلاء الطلاب. وكان السؤال الأكثر إلحاحا وعددا من طلاب المرحلة الأولى عن البرامج بالكليات التى تدرس المواد باللغتين الإنجليزية والفرنسية. أما المفاجآت الصادمة بل الكارثية التى كشف عنها المجمع التكرارى لمجاميع طلاب الثانوية العامة بعد إضافة درجات الحافز الرياضى فتمثلت فى حصول 119 على 100 % فأكثر منهم 58 من شعبة العلوم و51 من الرياضيات و10 من الأدبى، وليسوا 112 طالبا فقط كما سبق أن أعلن. ويضاف إلى ذلك أن المجمع التكرارى كشف أيضا عن أن هناك 6 آلاف و669 من شعبة العلوم حصلوا على أكثر من 98.8 % بنسبة 4.7 % من أعداد الناجحين هذا العام فى امتحانات الثانوية العامة من هذه الشعبة و983 من شعبة الرياضيات بنسبة 1.3% من الناجحين فى هذه الشعبة و179 من القسم الأدبى بنسبة 0.1% من الناجحين فى هذا القسم. الأكثر غرابة أن هناك 17 ألفا و999 طالبا من شعبة العلوم حصلوا على أكثر من 97.6% بنسبة 12.6%.. ومن شعبة الرياضيات 3 آلاف و801 بنسبة 5.1%.. ومن القسم الأدبى 1193 بنسبة 0.8 %. أما الصدمة الكبرى فتتمثل فى أن هناك 29 ألفا و71 طالبا بنسبة 20.4 % من أعداد الناجحين فى شعبة العلوم حصلوا على أكثر من 96.3 % .. وفى شعبة الرياضيات 7 آلاف و725 بنسبة 10.3 %.. وفى القسم الأدبى 3 آلاف و148 بنسبة 2.1 %. والمفاجأة أن الحاصلين على 95 % فأكثر فى شعبة العلوم 39 ألفا و658 طالبا، وفى شعبة الرياضيات 12 ألفا و209 طلاب، وفى القسم الأدبى 6 آلاف و499 طالبا .. والمفاجأة الكارثية أن 52.4 % من الطلاب الحاصلين على الثانوية العامة هذا العام من شعبة العلوم وعددهم 74 ألفا و646 طالبا حصلوا على أكثر من 89 % .. وأن 40.9 % من شعبة الرياضيات وعددهم 30 ألفا و782 حصلوا على النسبة نفسها.. ومثلهم 21.3 % من الأدبى وعددهم 31 ألفا و483 طالبا. هذه نتيجة صادمة لطلاب الثانوية العامة هذا العام، وهى لا تحدث إلا فى نظام تعليمى مختل ولا نصدق نتائجه، وإذا أراد أستاذ جامعى أو عالم إحصاء أن يعد إحصائيات أو يرسم خطا بيانيا لهذه النتيجة فلن يستطيع للحالة غير الطبيعية علميا ومنطقيا ولا يمكن لعقل أن يصدقها لأن جميع المقاييس العلمية والعقلية لا تستطيع أن تتقبل أو تفهم هذه الأرقام والنسب العجيبة. إن الأرقام والإحصائيات والنسب التى نعرضها وكشف عنها المجمع التكرارى لنتيجة الثانوية العامة تؤكد أن هناك خللا فى الإحصائيات والبيانات الواردة فى نتيجة الثانوية العامة، وأن ما يقدم من تعليم دون المستوى، وتعنى أيضا أن هناك «تجملا» لإظهار أن هناك نتيجة طبيعية للناجحين وهذا غير صحيح. ولنا سؤال من خلال إحصائيات وزارة التربية والتعليم والموزعة على الجميع: هناك 560 ألفا و583 طالبا تقدموا لامتحانات الثانوية العامة هذا العام، حضر منهم 483 ألفا و879 طالبا، ونجح منهم 336 ألفا و225 طالبا، وهناك 117 ألفا و87 طالبا سيؤدون امتحانات الدور الثانى.. فأين ذهب 76 ألفا و704 طالبا من المتقدمين لامتحانات الثانوية؟ وهو الفارق بين المتقدمين للامتحان والطلاب الذين حضروا بالفعل؟ ولماذا لم تعلن عنهم الوزرة بالإضافة إلى عدد الراسبين؟ المطلوب أن توضح الوزارة للرأى العام أين ذهبوا هؤلاء الطلاب ولم يؤدوا الامتحانات مع باقى زملائهم وإلى أى المحافظات ينتمون؟. وطالما أن هناك 117 ألفا و87 طالبا سوف يؤدون امتحانات الدور الثانى وهو رقم كبير مقارنة بالسنوات الماضية أى أن هناك امتحانات ثانوية عامة جديدة وأن الناجحين 336 ألفا و225 طالبا إذن هناك 30 ألفا و567 طالبا راسبا.. وإذا جاءت نتيجة الدور الثانى 50% نجاح أى سيضاف للناجحين ما يقرب من 60 ألفا سيكونون حملا أكبر على التنسيق والجامعات والمعاهد، ليصبح عدد الناجحين هذا العام قرابة 400 ألف، أى ستصبح نسبة النجاح 82% وهى النسبة الحقيقية للناجحين فى الثانوية العامة، ومطلوب من التنسيق أن يبحث لهم عن أماكن بالجامعات والمعاهد العليا والمتوسطة من خلال مراحل التنسيق الثلاث. هذه هى أزمة الثانوية العامة الحقيقية.. الأعداد المتزايدة من الحاصلين على مجاميع مرتفعة جدا، ونسبة النجاح الحقيقية التى سيتعامل معها مكتب التنسيق بعد الدور الثانى، وأعداد الطلاب الذين لم يؤدوا الامتحانات وعددهم كبير ولا نعرف أى ذهبوا وهل هم راسبون أو متخلفون عن الامتحانات أو تم تأجيل امتحاناتهم ولماذا؟! ويحتاج الاستفسار إلى توضيح من الوزارة خاصة أن الأرقام معظمها غير واضحة ومبهمة. ونتيجة لكل ذلك نستطيع أن نؤكد أن المجلس الأعلى للجامعات ووزارة التعليم العالى أصبحا فى مأزق كبير خاصة بعد إضافة درجات الحافز الرياضى لمجموع درجات الطلاب الحاصلين عليه وستتغير مؤشرات تنسيق القبول لجميع الكليات دون استثناء عن التى كانت متوقعة من قبل، ومن المنتظر أن يرتفع الحد الأدنى للقبول بكليات الطب 0.4 % عن العام الماضى.