5 لعلنا نتفق جميعا على أن النقد حق مشروع وليست ثورة يوليو أو أحد من رموزها فوق النقد.. ولكن النقد شيء والافتراء شيء آخر، لأن الافتراء يعنى الاختلاق الذى يقوم على الأكاذيب ويؤدى فى النهاية إلى البلبلة وفقدان الثقة وتسميم العقول لأجيال جديدة يصعب عليها أن تعبر الجسر الواسع والهوة العميقة بين مناخ الشك وعدم الثقة إلى شاطئ الحقيقة والاطمئنان للغد. إن ثورة يوليو كانت عملا عظيما بكل المقاييس لا يمكن اختصاره فى إسقاط النظام الملكى أو تأميم قناة السويس أو بناء السد العالى أو اللحاق بعصر التصنيع والتكنولوجيا أو فى نشر التعليم والثقافة وإدخال المياه النقية وأعمدة الكهرباء إلى القرى والنجوع على امتداد الوادى كله. إن ثورة يوليو صححت مسار أمة كادت تفقد البوصلة الصحيحة وأنجزت أحلاما عظيمة لزعماء عظام سبقوا ثورة يوليو ولم تتوافر لهم الظروف الملائمة لتحقيق أحلامهم. وهى نفسها ثورة يوليو بقيادة جمال عبد الناصر التى جاءت ثورة 30 يونيو بقيادة عبد الفتاح السيسى الذى صاغ مبادئها بقرارات 3 يوليو 2013 لكى تجدد رى شجرة يوليو 1952 حتى تمتد ظلال أوراقها الوارفة إلى كل شبر فوق أرض مصر لتزرع الخير والنماء فى مجتمعات جديدة تحت رايات الإصرار على استعادة الهوية المصرية والانتماء العربى والإفريقى. ومن يلقى نظرة على دور مصر بعد ثورة 30 يونيو من أجل استعادة الدور والمكانة فى أهم دوائر الانتماء المصرية سواء على الساحة العربية أو الإفريقية سوف يتأكد أن ثورة يوليو 1952 مازالت ملهمة لاستراتيجية مصر وحركتها الدبلوماسية الواعية حتى اليوم. وكفى عزفّا على أوجاع يوليو وبعض خطاياها.. نعم لقد حدثت تجاوزات ولا ينبغى لأحد أن ينكرها أو يسعى للدفاع عنها ولكن ينبغى أيضا أن ينظر إلى هذه التجاوزات فى حجمها الحقيقى وأن يتم نقدها فى الإطار الموضوعى. وغدا نواصل الحديث خير الكلام: استشر عدوك تعرف مقدار عداوته ! [email protected] لمزيد من مقالات مرسى عطا الله