تنطلق فى نوفمبر المقبل قمة المناخ الثانية والعشرون بمدينة مراكش المغربية، وسط استعدادات شهدتها مدينة طنجة المغربية فى الأسبوع الماضي، وتمثلت فى الاجتماع التحضيرى للقمة، الذى ناقش التغيرات المناخية التى أصبحت هماً عالميا مشتركا، لتحقيق مستقبل مستدام لكوكب الأرض، وذلك بحضور نحو ألفى ممثل لبلدان المتوسط والمجتمع المدنى والمنظمات الدولية والخبراء الاقتصاديين. يقول إلياس العمري، رئيس المؤتمر المتوسطى للمناخ، ورئيس مدينة طنجةتطوانالحسيمة، إن مؤتمر طنجة الذى عقد على مدار يومين، كان تحديا من أجل بحث سبل التصدى لمخاطر التغيرات المناخية فى منطقة حوض البحر المتوسط للحد من تلك التغيرات. وأضاف: «سنسعى بكل جهد للحد من تغير المناخ على مختلف المستويات» مشيرا إلى أن قمة مراكش هى الأولى التى تعقد بعد اتفاق باريس بالنسبة للدبلوماسية المناخية لتمكننا من الحفاظ على مستوى ارتفاع الحرارة فى العالم دون درجتين مئويتين. وأردف أن أولويات الرئاسة المغربية ستركز على أربعة محاور هي: تحقيق الإسهامات الوطنية، وتعبئة التمويلات، وتعزيز آليات التكيف، وتطوير التكنولوجيا. وقال إن المغرب سيعمل على إطلاق برنامج على مراحل لصالح البلدان النامية بموازاة اقتراح آليات لتمويل خاص بالمناخ، وتشجيع وتيسير الحصول عليه، بالإضافة إلى بذل مجهود للتكيف مع التغيرات المناخية. وأشار إلى أن مؤتمر التغيرات المناخية الثانى والعشرين سيعمل على دراسة عمل حاسم فى مجال التكنولوجيا، عبر ثلاثة محاور أساسية هى نشر التكنولوجيا الناجحة، وبروز تكنولوجيا مميزة، ودعم البحث والتطوير. حلقة وصل ومن جهته، قال فتح الله السجلماسي، الأمين العام للاتحاد من أجل المتوسط: «لا يمكن كسب المعركة ضد التغير المناخى فى منطقة البحر المتوسط إلا من خلال تعزيز التعاون الإقليمي، وتطوير مبادرات ملموسة». واستطرد: «هذا صميم عمل «الاتحاد من أجل المتوسط» لذلك من الطبيعى ألا تكون الأمانة العامة للاتحاد مجرد شريك فى مؤتمر الأطراف المتوسطى للمناخ 2016، المخصص للتشارك والتبادل والإسهام فى مشاريع ذات أثر إقليمي.» وتابع أن الأمانة دعت إلى تأسيس شبكة لشباب المتوسط من أجل المناخ، تجمع حتى اليوم نحو خمس جمعيات على ضفتى البحر المتوسط، بهدف جمع عدد كبير من جمعيات الشباب فى منطقة البحر الأبيض المتوسط، من أجل تطوير مشاريع إقليمية مشتركة لمكافحة تغير المناخ. فى سياق متصل، قال جيل بيرو، الخبير الدولى للمناخ، إن مؤتمر مراكش سيكون حلقة وصل بين ماضى المناخ ومستقبله، مضيفا أن الحاجة ملحة اليوم للتعاون والعمل سويا من أجل إعداد برنامج تشاركى متكامل يهم المنطقة المتوسطية، للقضاء على فساد المناخ، بشرط مواجهة التغيرات المناخية بكل الحلول الممكنة. وشدد على أنه بدون تضافر جهود الجهات والمدن والسلطات المحلية ومنظمات المجتمع المدنى المختلفة لن يتم التوصل إلى حل لمعضلة المناخ، وفق وصفه.