حالة من النشوة أنتابت سائق التاكسي بمجرد علمه بالمصادفة بأنني صحفي فأنجعص في جلسته و وأخذ نفسا عميقا من سيجارته واستدار إلي قائلا حظك حلو ياحج أنك سحفي أنا ممكن أساعدك وأديك خبطة عمرك. ورغم إحساسي بان هذه التركيبة من البشر التي تبدو من الوهلة الأولي انها تحاول التذاكي دائما وإصدار الفتاوي في كل شيء إلا انني استدرت إليه لعلني أعثر عنده علي جديد. ولما أحس انني أصغي له باهتمام تعمد أن يدلقني قليلا فقررت أن أتجاهله وأنشغل أنا الأخر بأي شيء فلما شعر بذلك أعاد فتح الحديث وبادرني بالسؤال: ماقلتليش بقي أنت شغال فين ؟ فلما أجبته: الأهرام رد سريعا مش دي اللي مديرها حسنين هيكل فلم أستطع أن أقول له إلا: نعم فأردف قائلا: أنتم أزاي سايبينه ده الراجل ماسك الأهرام من أيام الملك وهنا قررت الصمت لأنني لو جادلته سيكون كلامه صحيحا وأنا اللي مدعي أو اعمل في أهرام أخري. وفجأة بادرني بالقول: بس كويس ولازم أقولك علي أللي حنعمله عندنا في الشغل علشان تعملوا زينا وده يبقي السبق اللي حتدخه مني. قلت له أي شغل فرد قائلا ماأنا موظف في شركة قطاع عام وهنا سألته:طيب وإيه السبق اللي حتعملوه ؟ رد بكل جدية: حناخد حقنا.. حنخلعهم ونقعد مكانهم. ومع اقتراب موعد نزولي من السيارة قال: اتفقت وأنا وزملائي من الموظفين المطحونين علي مهاجمة مكاتب كل المديرين بالشغل وخلعهم والقعاد مكانهم. وأضاف قائلا: أيوه ده حقنا هما يفرقوا إيه عننا وكفايةعليهم كده ياما نهبوا وغرفوا لوحدهم الخير لسنين طويلة. و سألته: طيب وأنت ناوي تأخذ أيه؟ فأجاب بثقة: مدير عام الحسابات علشان أكشف فسادهم وبينما أغادر السيارة سألته: ممكن أعرف شهادتك ايه ؟ وهنا اجابني غاضبا: ماهوده الكلام بيودي البلد في داهية القصة مش بالشهادات لكن بالخبرة والمفهومية وأهو كلنا بنفك الخط. فقلت له: صحيح حقك ولازم تاخده. [email protected]