« اكتبلك جوابات واستني ترد عليه، وابعتلك سلامات يا أغلي من نن عنيه، وأقول جري ايه .. لازم ناسي.. ماردش ليه .. لازم ناسي، لازم ناسي».. بألحان محمد الموجي غنت الرائعة ليلي مراد أحد أشهر أغانيها عن انتظار الحبيبة لرسالة الحبيب عبر البريد، أما الفنانة الكبيرة رجاء عبده فعبرت عن حالة انتظارها بلهفة، لجواب الحبيب بأغنية البوسطجية ،تقول فيها: « البوسطجية اشتكوا من كتر مراسيلي، وعيوني لما بكوا دابت مناديلي، روح يا قمر والنبي ع الحلو مسيلي . » حالة حب وإنتظار لأيام أو أسابيع، قد لا تعرفها الأجيال الحالية في ظل مواقع التواصل الاجتماعي، السريعة جدا في الرد.. لكن عند دخولك متحف البريد المصري، في ميدان العتبة، تستطيع أن تتعرف أكثر علي تاريخ هذه الوسيلة الهامة التي كان لها أثر كبير في التاريخ، تقلص في السنوات الأخيرة. يرجع الفضل في إنشاء المتحف عام 1934 ، إلي الملك فؤاد الأول حيث كان حريصًا علي تسجيل التاريخ ، ونقلا عن صفحة « القاهرة التاريخية» علي « فيس بوك » يتكون المتحف من قاعتين وردهة طويلة ورواق، وبه عدة أقسام منها القسم التاريخي الذي يحكي تطور الكتابة والرسالة في عصور مختلفة مثل لوحة نارمر، ومحابر من العصر الفرعوني و الروماني والقبطي، وورق بردي وخطابات قديمة من عصور مختلفة، وقسم أدوات البريد الذي يشمل مجموعات متنوعة من السنج والموازين والحقائب البريدية ومحافظ الطوابع والحوالات وضواغط الرصاص والأختام القديمة والحديثة وصناديق خطابات مكانيكية وعادية، وغيرها من الأقسام التي تضم نماذج لوسائل لنقل البريد، قديمة وحديثة من عربات خشب وحديد وبواخر، ومجموعات من الطوابع المصرية والأجنبية وإكليشهات وقوالب وألواح لصنع الطوابع ، بالإضافة إلي نماذج مختلفة من الحمام الزاجل ، ونموذج لأول خطاب ورد إلي الاسكندرية من لندن في 17 أغسطس 1929 ، وأول خطاب بالبريد الجوي أرسل إلي كراتشي من البريد المصري بالخط الجوي بين مصر والهند.