لعلها المرة الأولى في العالم الذي ينتقل فيه متحف بأكمله من دولة إلى دولة، ليس جزءا وليس قطعة مهمة. إنما المتحف كله، والغريب ان ذلك تم من خلال الجامعة العربية التي لا أدري طبيعة علاقتها بمصلحة البريد المصري، واضح وجود سماسرة يدلون أثرياء العرب على كنوز مصر، المتحف يضم مائتي ألف طابع بريد، معظمها من النوادر، ويكفي طابع افتتاح قناة السويس الذي لا يقدر بمال، غير ان المتحف ليس مجموعة طوابع، إنما يضم عروضا متكاملة لتاريخ البريد، الأول يشمل النماذج الخاصة بالكتابة والرسائل والأغلفة في مختلف العصور، الثاني يضم أدوات البريد ويشمل الأختام القديمة والحديثة والصناديق والأكياس والشنط، الثالث يضم أزياء العاملين في البريد عبر مختلف العصور وعلامات الصدور وشارات البريد، الرابع يضم الطوابع النادرة مصرية وأجنبية والأدوات المتبعة في طباعتها مثل الأكلشيهات والقوالب والألواح، الخامس ويضم نماذج لمبنى المقر العام ومكاتب البريد في الريف والمدن المصرية، السادس وفيه وسائل النقل عبر العصور من دواب ومركبات ودراجات وموتوسيكلات وسيارات وبواخر وعربات البريد الملحقة بالسكك الحديدية، السابع وفيه الصور الفوتوغرافية للمؤتمرين وقاعات المؤتمرات والقرارات الصادرة في كل مؤتمر، الثامن وفيه الخرائط والرسوم البيانية لتطور هيئة البريد عبر العصور، التاسع ويضم هيئة البريد الجوي ويشمل نماذج الحمام الزاجل وأبراجه والمناطيد والطائرات البحرية والجوية، القسم الأجنبي ويشمل نماذج من الإدارات والأدوات المستخدمة في مصالح البريد بالعالم، وفي عام 4391 خلال انعقاد المؤتمر العالمي للبريد أصدرت الهيئة كتابا بعدة لغات عن محتويات المتحف، وكتابا آخر عن تاريخ البريد في مصر وكلاهما في مكتبتي. إذن نحن لسنا أمام متحف ولكن مؤسسة ثقافية كاملة، كيف يتم التفريط في مؤسسة كهذه وتسليمها إلى قطر؟، أما ما يحيرني فهو دور الجامعة العربية، هل دخلت مجال السمسرة الثقافية لمصلحة الدول الثرية؟ هل تعيد توزيع التراث الثقافي العربي طبقا لخرائط الثروة الحديثة؟ أسئلة عديدة تطرحها الأوضاع المريبة! نقلا عن جريدة الأخبار