محض مصادفة عجيبة من نوع خاص - على الرغم من فوبيا دخول السينما والتى ظلت عندى قرابة 20 عاما - لكن لا أعرف سر حماستى للموافقة على حضور فيلم بسينما من هذا النوع، وعلى الأرجح السببان الرئيسيان هما أنى أردت أن استمتع مع أصدقائى الذين عرضوا على الذهاب معهم، وأننى أردت أن أحاول كسر رهبتى وتوترى وفوبيا دخول السينما. قبلت دعوة 4 من أصدقائى "المبصرين" بعد اصرار شديد منهم، ذهبنا للسينما قبيل موعد العرض بوقت كاف، همس صديقى عبد الرحمن فى أذنى قائلا "الناس باصة عليك بصة وكأنهم بيقولوا ايه اللى جايب دا هنا" ابتسمت له وأجبته أنهم عندهم حق وهذا الأمر طبيعى جدا ومتوقع، قبيل بداية العرض من المفترض أننا سنستلم النظارات الخاصة بمشاهدة هذا النوع من الأفلام، وتناقشت مع أصدقائى عن جدوى ارتدائى لنظارة مشاهدة الفيلم، ولكن حسمت الأمر بأننى قررت أن أخوض التجربة كاملة دون أن ينقص من الأمر شيء مثلى مثل أصدقائى وسأرتدى النظارة مثل الآخرين. بدأ العرض، ومن أول وهلة جذب انتباهى الصوت المجسم جدا للبرومو ومن بعده الإعلانات، ثم بدأ العد التنازلى لبداية الفيلم، حاول عبد الرحمن أن يشرح لى ما يعرض فطلبت منه أن يتركنى أعرف بنفسى وأحاول أن أتخيل من خلال الصوت فقط، بدأ الفيلم وفى الحقيقة كنت قررت أن أحاول أن أتخيل كل ما يحدث بناء على كل المعطيات المتاحة من خلال هذا الصوت النقى جدا وكأن الأحداث كلها تحدث بجوارى أو أننى فى منطقة التصوير أو بمعنى أدق وكأننى أحد حاملى كاميرات التصوير الموجودين داخل مناطق التصوير، لن أذكر أحداث الفيلم حتى لا أحرقه لمن يدريدون مشاهدته. فى واقع الأمر أول مرة أخوض تجربة من هذا النوع الرائع على الرغم من أننى لم أستوعب من الفيلم إلا قرابة 40% من أحداثه نظرا لأن الفيلم يعتمد أكثر على المشاهد البصرية والتى فى حقيقتها مبهمة لى وحاولت أن أستوعب الأحداث بشكل أو بآخر من خلال الحوار الدائر، وفهمت القصة فى مجملها ولكن كثيرا من التفاصيل لم استطع استيعابها والتى تعتمد على الرؤية، أعترف بأننى استمتعت جدا بهذه التجربة بأدق تفاصيلها المسموعة، جو من المتعة التى لا تنتهي، ولكن كل ما يعيب هذا الفيلم هو تناسى القائمين عليه أن هناك أشخاصا يعتمدون فقط على حاسة السمع للاستمتاع بما يعرض.