سيظل القرآن الكريم معجزة خالدة، إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها، وصدق الحق سبحانه وتعالى فى قوله «إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ»، ورغم التقدم الكبير فى طباعة المصحف الشريف، ووجود مطابع كبرى لطباعة كتاب الله فى البلاد الإسلامية، إلا أن الله عز وجل حفظ القرآن الكريم، فى صدور من أكرمهم بالحفظ . وتتجلى المعجزة فى أبهى صورها عندما يحفظ القرآن الكريم كاملا، بالقراءات المختلفة، وبرقم الآية واسم السورة والجزء، طفلان كفيفان فى سن العاشرة، همها بلال محمد السيد، وعبد الله عمار، ولأنها مصر القلب النابض للعروبة والإسلام، والتى صدرت علوم الإسلام لكل أنحاء الدنيا، وقدمت للعالم الإسلامى عمالقة التلاوة، فقد كرم الرئيس عبد الفتاح السيسي، الطفلين الكفيفين بلال وعبد الله، فى احتفال وزارة الأوقاف بليلة القدر فى شهر رمضان الماضي. وفى عزبة راغب مركز دسوق بمحافظة كفر الشيخ احتفلت أسرة الطفل بلال محمد السيد، بتكريم الرئيس عبد الفتاح السيسى له فى ليلة القدر، وتوافد أبناء القرى المجاورة على منزل الأسرة لتقديم التهنئة، بمناسبة هذا التكريم الذى أدخل السعادة على أسرة الطفل الكفيف الذى استطاع أن يتفوق على الأسوياء . ويقول الطفل بلال محمد السيد 11 سنة، بالصف الخامس الأزهري، لقد تربيت على حب القرآن الكريم، فوالدى إمام وخطيب بوزارة الأوقاف، وكنت أذهب منذ سنوات الطفولة الأولى مع والدى للمسجد، وبدأت أحفظ القرآن الكريم فى سن السابعة، وكان والدى يراجع معى الحفظ يوميا، وأتممت حفظ القرآن الكريم فى سن التاسعة، وقد حصلت على المركز الأول فى جميع مسابقات حفظ القرآن على مستوى محافظة كفر الشيخ، وبعد ذلك تقدمت للمسابقة العالمية لحفظ القرآن الكريم، والتى نظمتها وزارة الأوقاف، فى شهر إبريل الماضى بمدينة شرم الشيخ، وبفضل الله تعالى وفقت فى هذه المسابقة، وكان التكريم فى احتفال ليلة القدر بحضور الرئيس عبد الفتاح السيسى . وحول المبادرة التى قام بها أثناء تكريمه وتبرعه لصندوق «تحيا مصر»، يقول بلال : عندما تسلمت الجائزة من الرئيس، قلت له يا سيادة الرئيس أريد التبرع بخمسة آلاف جنية لصندوق «تحيا مصر»، فأمسك الرئيس يدى وذهب للمنصة، وقد أعلنت ذلك لأننى أشعر بسعادة كبيرة، وأريد أن أساهم فى نهضة وطني، ويلتقط والده الشيخ محمد السيد طرف الحديث، ويقول أن المبادرة التى قام بها بلال هى رسالة للأغنياء والقادرين ورجال الأعمال بضرورة التبرع لصندوق «تحيا مصر»، ولابد أن يساهم الجميع فى خدمة الوطن من خلال التبرع للمشروعات العامة. ويضيف بلال أن تكريم الرئيس أدخل السعادة على أسرتى وأهلى وأبناء قريتي، وهذا دليل على أن الدولة ترعى حفظة كتاب الله عز وجل، وأن كل من يجتهد سوف يجد التقدير والاهتمام، ويشير إلى أنه يحلم بأن يلتحق بكلية القرآن الكريم بجامعة الأزهر بطنطا، وأن يصبح أستاذا بالكلية، لأن القرآن الكريم هو كل حياته، وأنه يعيش دائما مع القرآن، ويعشق أصوات عمالقة التلاوة الشيخ عبد الباسط عبد الصمد، والشيخ الحصري، والشيخ مصطفى إسماعيل، والشيخ المنشاوي، والشيخ محمد رفعت، والشيخ محمود على البنا . أما الطفل عبد الله عمار 10 سنوات، الصف الرابع الأزهري، بقرية انشاص الرمل بلبيس محافظة الشرقية، فيقول أنه حفظ القرآن الكريم فى سن الثامنة، ويحفظ القرآن بالقراءات المختلفة، وبرقم الآية واسم السورة والجزء, وتم تكريمه أكثر من مرة، فقد كرمه الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، ومنحه رحلة حج هذا العام على نفقة الأزهر هو ووالديه ومعلمه، ويشير إلى أن تكريم الرئيس له حدث لن ينساه طوال حياته، وأن هذا التكريم دليل على أن الدولة تكرم وتعتنى بحفظة كتاب الله تعالى . ويقول والده أن عبد الله ظهر فى العديد من وسائل الإعلام، بعد تكريم الإمام الأكبر له، وفى هذه اللقاءات أعرب عن أمله فى لقاء الرئيس عبد الفتاح السيسى رئيس الجمهورية، وقبل أيام من احتفال ليلة القدر، أُبلغت بتكريم عبد الله فى هذا الاحتفال الذى يحضره الرئيس عبد الفتاح السيسي، وتوجهنا لوزارة الأوقاف، وقام الشيخ محمد عبد الموجود رئيس الإدارة المركزية لشئون القرآن بالديوان العام، باختبار عبد الله، وأشاد بموهبته، وتم التكريم من الرئيس فى احتفال ليلة القدر .