يشعر الكثيرون من قادة الدول المهمة فى المنطقة والعالم، بضرورة تحريك عملية السلام الفلسطينية الإسرائيلية، وتدرك مصر، بحكم مسئوليتها التاريخية وانخراطها فى معالجة قضية السلام منذ بدايتها، أنه لا يمكن لمصر أن تتراجع أو تتوقف عن أداء دورها فى القضية الفلسطينية، بل يدرك الفلسطينيون أن «لا بديل عن الدور المصري»، ومن هنا تأتى أهمية الزيارة التى بدأها وزير الخارجية سامح شكرى إلى إسرائيل، وليس خافيا أن توقيت الزيارة مهم للغاية مما يوفر الفرصة لإعطاء دفعة لعملية السلام، ومناقشة الملفات الإقليمية المهمة. ولم تخف القاهرة رغبتها فى إحلال السلام، ولذا جاءت دعوة الرئيس عبدالفتاح السيسي، الأخيرة والتى أطلقها للجانبين الفلسطينى والإسرائيلي، بشأن أهمية التوصل إلى حل شامل وعادل للقضية الفلسطينية، يحقق حلم انشاء الدولة المستقلة، والسلام والأمن لإسرائيل. وقد شهدت الفترة الأخيرة زخما كبيرا من أجل تحريك عملية السلام، فقد زار وزير الخارجية رام الله يوم 29 يونيو الماضي، كما سبقه انعقاد المؤتمر الوزارى الخاص بعملية السلام فى باريس فى الثالث من يونيو، وصدور تقرير الرباعية الدولية، وحرصت القوى الإقليمية والدولية وفى مقدمتها مصر، على تشجيع الطرفين الفلسطينى والإسرائيلي، على استئناف المفاوضات، وإعطاء دفعة لعملية السلام بعد فترة من الجمود. وتأمل القاهرة فى التجاوب مع جهودها من كلا طرفى الصراع، تمهيدا لإيجاد بيئة مواتية ومناخ ثقة بين الفلسطينيين والإسرائيليين، وتدرك مصر أن الجمود الحالى فى عملية السلام خطير للغاية فى ظل التوترات بالمنطقة، كما أن عدم التحرك باتجاه التسوية العادلة والتاريخية على أساس مبدأ الأرض مقابل السلام، يهدد بتفجر الموقف وعودة الاشتباكات المسلحة وموجات هائلة من عدم الاستقرار والاضطرابات العنيفة، مما يؤثر على أوضاع المنطقة غير المستقرة إطلاقا. لمزيد من مقالات رأى الاهرام