من معجزات القرآن الكريم أنه يصور لنا الحقائق العلمية فى الكون والخلائق كما يراها الكثيرون من العلماء اليوم، فالله جل جلاله كرم الإنسان ولحكمة بالغة جعل فى كل أنحاء جسمه مراكز تتحسس الضغط، فإذا كنت مستغرقا فى النوم وانضغط جزء من الجسم المقابل لبعض عظام الهيكل العظمى فإنه يعطى إشارات إلى المخ باتجاه آخر فيشعر الانسان بالراحة وهو نائم، وقال تعالي: (وتحسبهم أيقاظا وهم رقود ونقلبهم ذات اليمين وذات الشمال). الكهف (81). فلولا أن الله لم يقلب أصحاب الكهف ذات اليمن وذات الشمال لما بقوا 309 أعوام، فلقد أدركتهم العناية الالهية بالحفظ وهم نيام، وهذه آية من آيات الإعجاز العلمى فى القرآن. فلولا هذا التقلب اللا إرادى لما بقى هذا الجسم يتلقى إمداداته من الدم بأوعية دموية واسعة، بل ولتعرض للإصابة بمرض خطير يسمى (قرحة الفراش) وهى إصابة تحدث فى الجلد نتيجة عدم تدفق الدم بشكل سليم، والحك والضغط المستمر على الجلد من منطقة عظمية فى الجسم. واذا استمر هذا الحك والضغط لفترة طويلة على الأنسجة وأوردة الدم الدقيقة التى تغذى الجلد بالأوكسجين والغذاء فإن الأنسجة تموت والقرح تتكون وقد تصل للعظام. واذا لم تعالج، يحدث بها التهاب وتعفن وتؤدى إلى الوفاة. وهكذا حفظ الله الانسان وهو نائم، بل قيض له حفظة من الملائكة يحفظونه بأمر الله، ويقول تعالي: (سنريهم آياتنا فى الأفاق وفى أنفسهم حتى يتبين لهم أنه الحق). د. عادل منصور الشرقاوى القاهرة الجديدة