وسط مخاوف من التداعيات الأمنية لخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، بدأت أمس القمة الخامسة والعشرون لحلف شمال الأطلنطي"الناتو" بالعاصمة البولندية وارسو، فى الوقت الذى حذرت فيه روسيا من أن القمة ستزيد من حدة التوتر فى شرق أوروبا. وفى كلمته الافتتاحية، وصف ينس شتولتنبرج الأمين العام القمة ب"التاريخية"، مضيفا"أنها لحظة حاسمة بالنسبة لأمننا. هذه القمة ستكون تاريخية.. وهامة فى تاريخ تحالفنا". وقال ستولتنبرج سنظهر قوة ووحدة الحلف، وإن قرارات وارسو ستجعل الحلف أكثر قوة". وأكد أنه"يجب أن يظهر الحلف وجوده وعزيمته فى ظل التهديدات الجديدة فى الشرق والجنوب".وأوضح أن"الحلف سيظل مرحبا بحفاظ الناتو على سياسة الباب المفتوح حيال أعضاء جدد"، مشيرا إلى أن ذلك يتضح جليا من خلال مشاركة رئيس وزراء الجبل الأسود فى القمة.إلا أنه قال"موقفنا واضح، فالناتو لا يسعى لمواجهة ولا نريد حربا باردة جديدة، سنواصل السعى من أجل حوار بناء وهادف مع روسيا". ومن جانبه، دعا الرئيس الأمريكى باراك أوباما أعضاء"الناتو" إلى التحلى بالإرادة السياسية وتقديم"التزامات إضافية"من أجل التصدى "للتحديات الاستثنائية"التى يواجهها الحلف. وتابع أن"العدوان الروسى ضد أوكرانيا يهدد رؤيتنا لأوروبا متكاملة الأراضي"، مشيرا إلى أنه على الناتو خلال قمته فى وارسو أن يجدد عزمه والتزامه بما جاء فى المادة 5من معاهدة شمال الأطلنطي، والخاصة بالدفاع الجماعى عن كل من أعضاء الحلف. أما عن تداعيات خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، فقال أوباما"ليس لدى أى شك أن المملكة المتحدة سوف تظل أحد أكثر أعضاء الناتو جدارة كدولة تدفع حصتها كاملة من أجل أمننا المشترك، ومساهما مهما فى مهمات الحلف". ومن جهتها، أعلنت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل أن تعزيز دفاع حلف"الناتو" فى الشرق، الذى يفترض أن يتقرر خلال قمة وارسو، مبرر بسلوك روسيا فى أوكرانيا الذي"أفقدها ثقة"الحلف. وقالت ميركل إن"سلوك روسيا فى الأزمة الأوكرانية زعزع ثقة حلفائنا فى الشرق إلى حد كبير، عندما يتم التشكيك بحرمة الحدود وسيادة القانون من خلال الأقوال والأفعال، فإن الثقة تتراجع"، مضيفة أن القمة تعقد"بينما يشهد الوضع الأمنى فى داخل وخارج أوروبا تغييرا ملحوظا". وفى الوقت نفسه، طالبت رئيسة ليتوانيا داليا جريبوسكايتى ألمانيا"الأخذ بزمام القيادة العسكرية فى أوروبا، والتوقف عن التركيز علي"الحساسيات التاريخية". وأضافت جريبوسكايتي"نحن بحاجة لحماية أنفسنا وللردع، هذه هى الحقيقة. ليس هناك خيار فى هذه المرحلة"، مشيرة إلى أن"ألمانيا هى البلد الأكثر جاهزية لأخذ زمام القيادة فى توفير الأمن بأوروبا". ومن جانبه، توقع أنتونى ماتشريفيتش وزير الدفاع البولندى نشر آلاف العسكريين من الجيش الأمريكى وحلف الناتو فى أراضى بلاده عقب قمة الحلف. وأكد ماتشريفيتش أن قيادة اللواء الإضافى الأمريكى والقوة الأطلنطية برمتها فى الشرق ستتخذ من بولندا مقرا لها.يأتى هذا فى الوقت الذى من المقرر فيه أن تمهد القمة الطريق لنشر أربع كتائب عسكرية، يبلغ قوام كل واحدة منها مايقرب من 1000جندى فى كل من أستونيا ولاتفيا وليتوانيا وبولندا، والتى تشعر بأنها مهددة بسبب الخطوات التى اتخذتها روسيا فى أوكرانيا. كما من المتوقع أيضا أن يتم دعم نشر لواء فى رومانيا.