حسن الخلق هو حالة نفسية تبعث على حسن معاشرة الناس، ومجاملتهم بالبشاشة، وطيب القول، ولطف المداراة، وجاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال: «يا رسول الله ما الدين؟ فقال: حُسن الخلق، ثمّ أتاه من قبل يمينه فقال: يا رسول الله ما الدين ؟ فقال: حُسن الخلق، ثمّ أتاه من قبل شماله فقال: يا رسول الله ما الدين ؟ فقال: حُسن الخلق». وروي عن النبيّ صلى الله عليه وسلم: «أفاضلكم أحسنكم أخلاقاً، الموطأون أكنافاً، الذين يألفون ويؤلفون وتوطأ رحالهم5. والأكناف جمع كنف، وهو: الناحية والجانب، ويقال (رجل موطأ الأكناف) أي كريم مضياف. والنبي صلى الله عليه وسلم، كان المثل الأعلى في حسن الخلق: وروي عن أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه، وهو يصوّر أخلاق رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال : «كان أجود الناس كفاً، وأرحب الناس صدراً، وأصدق الناس لهجة، وأوفى الناس ذمة، وألينهم عريكة، وأكرمهم عشرة، من رآه بديهة هابه، ومن خالطه معرفة أحبّه». ومن الآثار العظيمة التي تترتب على الخلق الحسن ما ورد في العديد من الروايات منها ما روي عن النبيّ صلى الله عليه وسلم أنّه قال: «ليس شيء في الميزان أثقل من حسن الخلق». ومن النتائج المهمة الناتجة عن الخلق الحسن حفظ الجوارح عن الوقوع في الحرام والخطأ، واحترام الآخرين بتوقير الكبار ورحمة الصغار .ونجد أنّ النبي صلى الله عليه وآله وسلم قد شدّد في خطبته على أكثر الجوارح التي توقع الإنسان في المعصية والخطأ وهي: اللسان، والعين، والأذن، من خلال الكلام والنظر المحرّم، والاستماع إلى المحرّمات، فقال صلى الله عليه وآله وسلم: «واحفظوا ألسنتكم، وغضّوا عمّا لا يحلّ النّظر إليه أبصاركم، وعمّا لا يحلّ الاستماع إليه أسماعكم».