أفهم أن يخضع الفنان مهما علا قدره للنقد بشرط أن يكون الناقد متخصصا.. وأيضا فإننى أدرك تماما أن النجومية الطاغية لدى بعض الفنانين تثير حفيظة البعض وتستدعى من داخلهم نزعات شريرة باتجاه التشويه والتحقير وهز الهيبة ولكن ما يجرى مع صديق العمر وزميل الدراسة ورفيق الكفاح الفنان عادل إمام شىء مريب للغاية. إن عادل إمام منذ أن شد الرحال إلى أسيوط فى منتصف حقبة الثمانينيات متحديا فصائل الإرهاب الأسود يتعرض لحملة شرسة من الأكاذيب والادعاءات التى تستهدف اغتيال الرجل فنيا ومعنويا وسياسيا لا لشىء إلا أنه أثبت فى كل المراحل وفى تعامله مع أنظمة الحكم المتتابعة أنه لا ينحاز إلا لمصر وللدولة المصرية بعكس ما يريدون أن ينعتوه بأنه صديق السلطة الدائم مع أن هذا ليس عيبا وليس عارا إلا على الذين يمتهنون المعارضة ويتشرفون بصداقة القوى الأجنبية الكارهة لمصر والراغبة دائما فى تعكير صفو أمنها واستقرارها بالتمويلات المشبوهة. والحقيقة أن أخطر آفات المجتمع المصرى فى السنوات الأخيرة هى آفة الرغبة فى تشويه النابغين والمبدعين بينما فى كل دول العالم يحظى من هم فى قيمة ومكانة عادل إمام بحصانة شعبية لا تسمح لأى حاقد بالاقتراب منهم أو التطاول عليهم وأظن أن هذا هو شعور الغالبية العظمى من شعب مصر تجاه عادل إمام الذى لم يبدع فقط فى السينما أو المسرح أو على شاشات التليفزيون وإنما كان أيضا مبدعا فى التعبير عن عمق انتمائه لوطنه مثلما هو قمة الإبداع والعطاء فى العمل الاجتماعى والخيرى الذى لا يجاهر به وأعرف ويعرف كثيرون غيرى ما لا يقبل عادل إمام أن يكشف عنه! وأؤكد أننى كتبت ما كتبت إنصافا للحقيقة وليس دفاعا عن فنان كبير لم يولد نجما بالوراثة وإنما هو قصة كفاح وإرادة وعزم وإصرار تصلح أن تكون عملا دراميا كبيرا يجسد القدرة على تحويل الحلم إلى واقع وأيضا القدرة على عدم الانفصال عن الواقع فما زال هذا الفنان الكبير وفيا لرفقاء الطفولة والصبا والشباب حتى يومنا هذا.. وأضم صوتى لدعوات الملايين أن يمتعه الله بالصحة لكى يواصل إمتاعنا بأجود الموائد الفنية فى شهر رمضان كل عام. خير الكلام: كن كالنخيل عن الأحقاد مرتفعا.. ترمى بطوب فتلقى أطيب الثمر! [email protected] لمزيد من مقالات مرسى عطا الله