قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( كمل من الرجال كثير ، ولم يكمل من النساء إلا أربع آسية امرأة فرعون، ومريم ابنة عمران وخديجة بنت خويلد، وفاطمة بنت محمد)، وفى رواية أخرى أن النبى فِى الْأَرْضِ أَرْبَعَةَ خُطُوطٍ ، قَالَ : تَدْرُونَ مَا هَذَا ؟ فَقَالُوا : اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ . فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : أَفْضَلُ نِسَاءِ أَهْلِ الْجَنَّةِ: خَدِيجَةُ بِنْتُ خُوَيْلِدٍ، وَفَاطِمَةُ بِنْتُ مُحَمَّدٍ، وَآسِيَةُ بِنْتُ مُزَاحِمٍ امْرَأَةُ فِرْعَوْنَ، وَمَرْيَمُ ابْنَةُ عِمْرَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُنَّ أَجْمَعِينَ)، وهذا الحديث يبين أفضيلة هؤلاء النساء على جميع نساء العالمين ، من السابقين واللاحقين، وليس أفضليتهن على مَن سبقهن من النساء أو مَن كُنَّ فى زمانهن فقط، وذلك أنهن حُزْنَ من المزايا والخصال ما لم يجتمع لامرأة، لا سابقة ولا لاحقة. فمريم بنت عمران هى الصديقة التى نفخ فيها الروح الأمين لتنجب واحدا من أولى العزم من الرسل ، وصفها الله عز وجل بقوله : ( وَصَدَّقَتْ بِكَلِمَاتِ رَبِّهَا وَكُتُبِهِ وَكَانَتْ مِنَ الْقَانِتِينَ ) التحريم/12. وقال سبحانه وتعالى: (وَإِذْ قَالَتِ الْمَلَائِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَاكِ وَطَهَّرَكِ وَاصْطَفَاكِ عَلَى نِسَاءِ الْعَالَمِينَ ) آل عمران/42. وآسية امرأة فرعون قتلها فرعون شهيدة بعد أن سامها سوء العذاب ، وذلك لإيمانها برب موسى وهارون ، وضرب الله عز وجل بها المثل فقال سبحانه: ( وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِلَّذِينَ آمَنُوا امْرَأَتَ فِرْعَوْنَ إِذْ قَالَتْ رَبِّ ابْنِ لِى عِنْدَكَ بَيْتًا فِى الْجَنَّةِ وَنَجِّنِى مِنْ فِرْعَوْنَ وَعَمَلِهِ وَنَجِّنِى مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ ) التحريم/11. وأما خديجة فخيار أمهات المؤمنين، وأما فاطمة رضوان الله عليها ، فهى بنت النبى محمد صلى الله عليه وسلم ، وهى سيدة نساء أهل الجنة. فأى فضل يمكن أن تحوزه امرأة بعد ذلك، حتى تسامى الخيِّرات المذكورات فى فضلهن، وعالى مقامهن.