فى أكبر تجمع للمتخصصين فى أمراض القلب، ضم 7 آلاف طبيب من مصر و24 دولة على مستوى العالم، جلسوا يتباحثون فى كيفية تداوى ظاهرة الإصابة بالأزمات القلبية الحادة سواء بالألم الصدرية أو الذبحة الصدرية الحادة أو الجلطة القلبية بأشكالها التى تشكل 75 من الحالات الطارئة التى تصل الى الطوارئ . ما زالت أمراض القلب تتصدر اهتمام المراكز الطبية العالمية .. وبالذات بعد أن دخلت فى مجال العلاجات الحديثة صيحات طبية خطرة تصل الى حد شفط جلطات القلب بالقسطرة فى الساعات الاولى للاصابات وكذلك دخول أنواع جديدة من التحليل للتشخيص المبكر للجلطات .. وايضا استخدام علاجات جديدة للتعامل مع هؤلاء المرضى ..وهذا التقرير هديتنا فى العيد لاصحاب القلوب المريضة من مائدة البحث والذى يفتح آمالا واسعة فى التخلص من أخطار أمراض القلب التى كانت فى زمن مضى من الأمراض القاتلة. ............................................................... وناقش المتخصصون فى مؤتمرهم الذى عقد فى مكتبة الإسكندرية تحت رعاية الرئيس عبدالفتاح السيسي- كيفية الوقاية من اختلال ضربات القلب بالوسائل المختلفة باستعمال موانع تجلط الدم من الأدوية المختلفة ، وكيفية توقع الموت المفاجئ لبعض الأصحاء من خلال استخدام الخريطه الجينية واختبارات الأسرة التى حدث بها حالات وفاة مفاجئة، وذلك لتحديد وسيله الوقاية الداخلية ، وأهمية التوسيع فى الساعات الأولى من انسداد الشريان، فضلا عن أحدث الطرق لاستخدام الموجات الصوتية فى التشخيص والتفرقة بين اعتلال عضلة القلب وتكلس الغشاء التاموري ، وكيفية علاج المرضى المصابين بضيق أو انسداد فى الشرايين التاجية الثلاثة. فى البداية يوضح الدكتور محمد صبحى أستاذ ورئيس قسم القلب والجمعية المصرية للقلب السابق ورئيس المؤتمر، أهم الأهداف التى أدت إلى هذا التجمع من الأطباء المتخصصين، هى التبؤ بالأزمات القلبية الحادة ، مشيرا إلى الموضوعات المهمة التى تمت مناقشتها تمثلت فى التوسيع البالونى للصمام الميترالي، حيث أكدت الدراسات أن التوسيع بالبالونة فى هذه الحالات هو العلاج الأمثل ، ولا يلجأ للجراحة إلا فى الحالات التى لايصلح لها التوسيع البالونى . كما ناقش المؤتمر علاجات جديدة تقلل من مخاطر الاصابة بامراض القلب و الشرايين التاجية اثناء القسطرة و اخري لمنع جلطات المخ في مرضي الذبذبة الاذينية التي تصيب اكثر من 30% من مرضي ارتفاع ضغط الدم مشيرا الي ان العلاج الطبي لمرضي القلب تطور بشكل لافت في هذه الاونة الاخيرة , حيث اظهرت الابحاث العالمية نجاح العقاقير المنظمة للدهون بالدم في السيطرة علي تطور ضيق الشرايين . ويوضح الدكتور مصطفى نوار أستاذ ورئيس قسم القلب بطب الأسكندرية الأسبق، أنه تم مناقشة كيفية التخلص من أخطار أمراض القلب التى كانت فى زمن مضى من الأمراض القاتلة، مشيرا إلى أهمية ودور الأدوية الحديثة فى منع جلطات المخ في مرضي الذبذبة الاذينية. ويلتقط خيط الحوار الدكتور محمود حسنين أستاذ أمراض القلب بطب إسكندرية ليوضج أن من أهم أسباب قصور القلب فى مصر هو الذبحة الصدرية وضعف عضلة القلب ومرض صمامات القلب، مشيرا إلى أن العوامل المؤدية للقصور، السكر ، وارتفاع ضغط الدم، والتدخين، والسمنه خاصا بين السيدات ، ويمكن الوقاية منها ومنع حدوثها حيث تشير الإحصائيات أن مرض قصور القلب تفوق الوفيات عن سرطان الثدى فى السيدات والبروستاتا فى الرجال. ويقول الدكتور مصطفى السيد أستاذ ورئيس قسم القلب السابق بطب الأزهر : إنه استقر الرأى الآن على أن يتم فتح الشريان المسئول عن الذبحة غير المستقرة ويؤجل فتح باقى الشرايين لمدة أسبوع بعد ذلك ، وإذا كان فتح الشريان المسئول لم يؤد إلى اختفاء الآلم ، أو تدهورت الحالة فيتم توسيع باقى الشرايين فى نفس اليوم ، وإذا تم توسيع الشريان المسئول عن الذبحة مع باقى الشرايين يعرض المريض لكمية كبيرة من الصبغة والتى يمكن أن تؤثر على وظائف الكلى ثم احتمال الإصابة بجلطة فى شريان من الشرايين غير المسئولة عن الذبحة وهذا يؤدى إلى استعمال أدوية أخرى وزيادة التكلفة على المريض . كما تناولت المناقشات مرضى ضغط الدم التى لاتستجيب للعلاج الدوائي، وقد أوضح الدكتور حسام قنديل أستاذ ورئيس قسم القلب بطب الإسكندرية، أنه تم تصنيف هذه المجموعه على أنها ضغط الدم المقاوم للعلاج وهذه المجموعه تنقسم إلى عده فئات يكون منهم مرضى غير ملتزمين بالعلاج الدوائى وخصوصا مدرات البول ومرضى ضغط الدم المرتفع فيهم كاذبا ، حيث ينخفض عندما يقاس على مدى 24 ساعه أو عند قياسة بالمنزل ،وتبقى مجموعه قليله تكون هى فعلا مقاومة للعلاج الدوائى ومعظم هذه الحالات تكون من كبار السن أو مرضى زيادة الوزن أو من يتعطون أدوية اخرى تؤدى إلى عدم الاستجابة للعلاج الدوائى مثل: المسكنات التى تستخدم بوفره فى مرضى كبار السن ممن يعانون من آلام المفاصل، وهناك أيضا قلة ممن يعانون من ارتفاع ضغط الدم السنوى . شفط الجلطات بالقسطرة وفى نفس السياق يقول الدكتور مجدى عبد الحميد أستاذ القلب بطب قصر العيني، والأمين العام لجمعية القلب المصرية، مدى أهمية شفط الجلطات بالقسطرة فى حالات جلطات القلب الحادة عند تركيب الدعامات للمرضى الذين يصابون بالجلطات الحادة، والذين يتم لهم إجراء قسطرة قلبية فى الساعات الأولى لفتح الشريان التاجي، حيث أن الإرشادات الطبية الأمريكية والأوروبية الحديثة بينت استخدامها فقط فى الحالات التى يوجد بها حجم جلطات كبيرة داخل الشريان التاجي، فيتم شفطها بقسطرة خاصة قبل عمل التوسيع وتركيب الدعامات ، حيث اثبتت الدراسات الحديثة ، أنه لم يثبت استفادة على المدى الطويل لمدة عام، إلا أن شفط الجلطات يؤدى إلى تقليل نسبة حدوث الوفيات . ولوحظ فى هذه الدراسات نسبة حدوث جلطات المخ فى المرضى الذين تم إجراء شفط الجلطات بالقسطرة لهم بالمقارنة بالمرضى الذين لم يجر لهم شفط للجلطات بل تم توسيع للشريان بالقسطرة البالونية فقط قبل تركيب الدعامات ، وبالتالى أوصت الإرشادات بعدم استخدامها كروتين فى كل الحالات ولكن فى حالات معينة، ولكن فى جميع الأحوال تلعب أدوية السيولة المانعة لالتصاق الصفائح الدموية دورا مهما فى تقليل نسب حدوث انسداد الدعامات أو الوفيات. التشخيص المبكر للجلطات واستعرض الدكتور حسام حسن العربى أستاذ ورئيس قسم القلب بأسيوط الإرشادات الحديثة الطبية للتشخيص المبكر للجلطات مع استحداث أساليب علاجية جديدة للتعامل مع هؤلاء المرضي، ومنع تكرار حدوث الجلطات، وأوصت هذه الإرشادات بالتدخل المبكر لهؤلاء المرضى لمنع حدوث المضاعفات التى تنتج عن هذه الجلطات . ارتفاع ضغط الدم كما ناقش المؤتمر احدث طرق علاج ارتفاع ضغط الدم واهمية تقليل عدد الأقراص المستخدمة يوميا حتى يتم التأكد من التزام المريض ، حيث إن نسبة التزامه تقل بشدة كلما زاد عدد أقراص العلاج لذلك تتجه جميع الدراسات والابحاث إلى تأكيد أهمية دمج أكثر من علاج فى قرص واحد ، مما يسمح بزيادة فاعلية العلاج باستخدام أكثر من نوع مع استمرار المريض بالعلاج . ويقول الدكتور عادل الأتربى أستاذ ورئيس قسم القلب بطب عين شمس ورئيس الجمعية السابق : أظهرت دراسة مصرية ناقشها المؤتمر السنوى للجمعية الأوروبية للضغط الانجوتنسين مع مضادات تميز مثبطات الكالسيوم، حيث تم التحكم فى الضغط بنسبة 90% مع استخدام هذه النوعية من الأدوية، ونظرا لما أثبتته الدراسة المصرية والدراسات العالمية ، يتم الآن التأكيد على ضرورة دمج الأدوية فى قرص واحد منذ بدء العلاج خاصة فى الحالات الشديدة للضغط حتى يتم السيطرة على هذا الارتفاع فى أسرع وقت لتقليل المضاعفات الخطيرة للارتفاعات الشديدة لضغط الدم. طفرة كبيرة جدا من جانبه يشير الدكتور عادل البنا أستاذ جراحة القلب، إلى أن تخصص القلب شهد طفرة كبيرة جدا وأن السبب الرئيسى لها التكنولوجيا، وأن معظم أطباء القلب المصريين، يشاركون فى المؤتمرات العالمية، وبالتالى ساعد ذلك على إدخال هذه التكنولوجيا ونقلها لخدمة المريض المصرى غير القادر، وأن الدور الذى تقوم به جمعية القلب المصرية يشمل تقييم هذا التطور وحسن تقديمه للمواطن المصرى ، وذلك بعمل احصائيات وقواعد بيانات لمقاومة أى سوء استخدام لهذه التكنولوجيا ، لافتا أن جراحة القلب شهدت أيضا تطورا بالعمل من خلال المناظير الجراحية التى تساعد على تقليل حجم الجروح والمضاعفات بالرغم من ارتفاع تكلفتها ، وتعميم استخدامها فى المستقبل سيتم خفض هذه التكلفة لتوائم الظروف الاجتماعية فى مصر . وحول طريقة تقرير نوع العلاج المناسب لمرضى الشرايين يوضح الدكتور محمد الفقى أستاذ جراحة القلب بطب عين شمس ، أنه تتم مقارنة بين العلاج الدوائى والعلاج بالدعامات وإجراء الجراحة ، مشيرا إلى أن المناقشات اثبتت أن العلاج الدوائى يأخذ حقة كاملا الآن ، وبالتالى المريض يوجه إلى إجراء دعامات أو إجراء جراحة بدون داع. وأوصت المناقشات بتوعية الاطباء باهمية البدء بالعلاج الدوائى فى كل الحالات ثم استكمال الابحاث لتقرير نوعية العلاج سوء بالدعامات أو بالجراحة اذا لزم الامر فى بعض الحالات فقط ، كما أوصت المناقشات بضرورة ان يكون تقرير العلاج المناسب لكل حالة على حدة وذلك من خلال فحص الحالة بواسطة لجنة مشكلة من اطباء القلب والجراحين والرعاية المركزة لتقرير الحل الامثل لكل حالة على حدة مع مراعاة توضيح الصورة كاملة للمريض من حيث النتائج على المدى القصير والطويل مع احترام رغبة المريض فى النهاية . كما تناولت المناقشات كيفية تغيير الصمام المترالى فى المرضي صغار السن باستخدام الصمامات الطبيعية ، وينصح الدكتور جمال سامى أستاذ جراحة القلب بطب عين شمس، باستخدام الصمامات الطبيعية المصنعة من أنسجة معالجة لتغيير الصمام الميترالى فى المرضى صغار السن، وذلك لتفادى حدوث جلطة وانسداد للصمام الصناعى والتى تحدث فى حوالى 10% من المرضي المصريين بعد تغيير الصمام الميترالى باستخدام صِمَام معدني، وذلك للتغلب على مشكلة أن معظم مستخدمى الصمامات الصناعية يعيشون فى مناطق بعيدة عن الحضر ويلتزمون بتعليمات أدوية السيولة . عيوب قلب الاطفال أما عن مشكلة قلب الأطفال وهى تختلف تماما عن قلب الكبار، ويوضح الدكتور خالد سمير أستاذ جراحة قلب الاطفال عين شمس وأستشارى مستشفى أطفال مصر أن عيوب قلب الأطفال مازالت بعيدة عن إمكانية التدخل فيها دون جراحة وتتمثل فى التحديات التى تواجة جراحة قلب الأطفال فى الاكتشاف المبكر لهذه العيوب ، ومنها ما يجب تشخيصه فى أثناء فترة الحمل، ويستدعى التدخل الجراحى خلال ساعة بعد الولادة . ويقول سمير أنه من التحديات التى تواجهها أيضا أنها تعتمد على فريق طبى متكامل يمثل فى الجراحة حوالى 40 % فقط من المسئولية، بينما تقع باقى المسئولية على أطباء قلب الأطفال والتخدير والرعاية المركزة والقلب الصناعى والتمريض. ويجب أن نعترف أن قلب الأطفال يعانى بشدة من نقص عدد العاملين بها نظرا لضخامة المسئولية والجهد المطلوب ودرجة الخطورة مع قلة العائد المادى وما يتعرض إليه جراحة قلب الأطفال حاليا من ضغوط شديدة بسبب ما انتشر مؤخرا من ثقافة رفض النتائج واللجوء إلى القضاء من جانب كثير من المرضي، مما أدى الى عزوف كثير من الجراحين من إجراء الجراحات الخطرة وامتناع شباب الجراحين عن التخصص فى جراحة قلب الاطفال . ويؤكد الدكتور أحمد موافى أستاذ طب الحالات الحرجة بطب قصر العيني، أن التطور الذى حدث فى الدعامات ثورة أخرى لمرضى صمامات القلب لظهور الصمامات الأورطية الجديدة التى يتم تركيبها بواسطة القسطرة وتجنب المريض الجراحة، مشيرا إلى أنه رغم وجود هذا التطور الذى حدث فى الفترة الأخيرة، فانه لاغنى عن الجراحة فى بعض الحالات التى لايصلح فيها أى تدخل بالقسطرة .