من بين المعارك الكثيرة التى يخوضها الوطن كانت معركة قلة الحيلة وكسر الخاطر للغالبية التى لاتجد من يعبر عنها ورحت أفتش عن تلك الطبقة على شاشات رمضان فلم أعثر عليها وتلك هى أصدق ما فى دراما هذا العام بل وبرامج وإعلانات الشهر الكريم بوصفه شهر الدراما والمقالب والاعلانات و اختفاء المسلسلات الدينية بعد خروج اعلام الدولة من الملاعب فى ظروف غامضة وتأتى الإعلانات المستفزة التى تستهدف مجتمع النصف فى المائة لتكسر ظهر ونفس الفقراء وتذكرهم بقلة حيلتهم، وكأن البلد مصابة بشيزوفرينيا حيث تلك المباراة بين إعلانات المنتجعات ومشكلة أصحاب الحديقة الواحدة والشورت بالجبنة وبين إعلانات التبرعات للعلاج والأكل والملابس بدون أى إحساس بمشاعر الغالبية التى لاتجد قوت يومها أو فرصة آدمية للعلاج الا عبر أعمال الخير وهكذا، ثم تأتى المسلسلات التى تم تصوير معظمها فى منتجعات النجوم الخمسة ودعك من المضمون والاثاث والديكور والسيارات والأقنعة التى تجعل النساء تلمع وهى إفرازات طبيعية لتحالف الثروة والسلطة بالإعلام مادام هناك من يسيطر على الفضائيات ووكالات الإعلان وشركات انتاج الدراما بملايين غامضة تستهدف تحويل هذا الوطن الجميل من شبه دولة إلى أشلاء دولة وحتى بات مستقرا إن قانون حماية المنافسة ومنع الاحتكار هو لتشجيع الاحتكار ومنع المنافسة وربما كان جراند اوتيل كاشفا لهذا الصراع الذى كان فى الخمسينيات للعلاقة الفوقية بين طبقة الأعيان - أصحاب الفندق - والطبقة الفقيرة - العاملون بالفندق - وفيما عدا ذلك واقع ليس له أى علاقة بمعركة البلد المصيرية رغم اللافتات التى تسبق معظم المسلسلات أنه لايمت للواقع بصلة لأن الأسطورة مجرم والداخلية ترتع فى الفساد والنساء عاهرات أوشريرات أو مرضى نفسيا وهكذا أصبحت الدراما تقسمنا طبقيا فهناك من يشاهدون أسطورة محمد رمضان والكيف وسخافات رامز وهمجية هانى رمزى وهناك طبقة تستمتع بنيللى وشريهان وعادل امام والفخرانى وجراند اوتيل وأفراح القبة وسواء رفضناهم أو قبلناهم فهم انعكاس للواقع حيث هناك من يخدعنا بالسياسة وبالدين وبالبرلمان والغريب أن المضحوك عليهم فى الحالتين يخرجون سعداء ويوافقون على الاذاعة طالما يقبضون عشرات الألوف من الدولارات فى مسرحية عبثية وإذا كنّا نضحك على فزع النجوم فهم يضحكون علينا بنِسَب المشاهدة وسيل الإعلانات من خلال فحش القول والعرى والسب والشتائم ولم تنتفض الغرفة إياها لتهذيب هذا العك وحتى المطربين الكبار دخلوا سوق عكاز الرمضانى فيما يشبة العشاء الأخير أو حفلات الوداع ونسيت لطيفة ومنير فارق التوقيت الذى خصم من رصيدهما بدون أن يكون أى منهما مضطرا لذلك -وهو نفس ماحدث فيما سمى ليالى الحلمية بتشويه مع سبق الإصرار والتشخيص لتحفة مصرية لاتزال باقية فى وجدان من عاشوا أجزاءها الخمسة، وكانت النتيجة أن كل من شارك فى العمل خصم من رصيده ولكن المصيبة فى تأثير أسطورة محمد رمضان على الجمهور المتعطش للعدالة السريعة واللجوء للخلاص الفردى على طريقة ناصر الرفاعى فى الثأر حتى أن تفاعل رواد المقاهى مع مشاهد العنف والثأر تشبه انفعالها مع أهداف مباريات الكرة وبات تكرار مشاهد العنف بدون ادانة من النص الدرامى مبررا للآخرين وعبئا جديدا سيضاف على عاتق الدولة لمواجهته فى الأيام المقبلة والكلام ليس عن الأسطورة فقط ولكن معظم الاعمال تعكس القلق والتوتر والارتباك الذى ساد البلد آخر خمس سنين وبدا ذلك فى الجرائم النفسية والعبء الواقع على النساء بعد ازدياد الاعباء الواقعة عليهن بوصفه مايسترو الاسرة المصرية وبما أن الصراع صار شاملا بين معظم أطراف المجتمع بدت معظم الشخصيات ممزقة مرة لتحقيق العدل ومرات للضلال وشراء الضمائر والاحتيال على القانون والاستمرار فى الجرائم دون محاسبة تحت مظلة نفوذ المال وقدرته على شراء كل شئ كما فى الميزان والخروج ودافنشى وونوس ولم يعد أحد فى الوطن فوق مستوى الشبهات بعد أن سقطت الاقنعة ولكن الخطر الأكبر فى ترسيخ تداول الجريمة وتكرار معايشتها وازدراء الأغلبية فى مسكنهم ومأكلهم وأنماط حياتهم وبدلا من البحث عن بدائل تخفيف حدة التوتر والاحتقان راحت شاشة رمضان تضيف معركة مواجهة قلة الحيلة للغالبية. ببساطة الاستفتاء هو الحل الدستورى لرفع الحرج عن السيادة. يشكو رجال الأعمال من تشويش المسلسلات على الإعلانات. حكم الجزيرتين دليل على الارتباك فوق والبراءة الوطنية تحت. القضاء الإدارى شعاع ضوء فى نفق طويل مظلم أشقى البشر الذى لم تدركه رحمة الله التى وسعت كل شئت. الإعلان الذى يقول 30 سنة حسرة منشور سياسى ردىء. الجزيرتان هما النموذج لإدارة المعارك المقبلة مع إثيوبيا والسودان. تحيا مصر عندما يحيا المصريون بكرامة وعدالة. سحور أبو هشيمة فعل فاضح فى الحرم الجامعي. حكومة الظل الآن مسئولو57 وبنك الطعام ورسالة ومصر الخير والأورمان. لمزيد من مقالات سيد علي