مازلنا نعيش أجواء ماراثون الانتخابات الرئاسية التي انتهت في مرحلتها الأولي نهاية غير متوقعة ومحيرة في آن واحد حيث فاز مرشح الاخوان المسلمين الدكتور محمد مرسي بالمركز الأول. مما أثار مخاوف الكثيرين من المثقفين والمدنيين الذين ينتمون الي التيار الليبرالي نتيجة استحواذ الإخوان المسلمين وتكويشهم علي معظم السلطات في الدولة. التشريعية واللجنة التأسيسية للدستور والتنفيذية وهو أمر وارد لو فاز مرشحهم في جولة الاعادة, مما يعيد الي الاذهان صورة الحزب الوطني المنحل وكأننا استبدلنا حزبا مكان حزب أو نظاما سلطويا مكان نظام سلطوي آخر. كما فاز بالمركز الثاني الفريق أحمد شفيق المحسوب علي النظام السابق, وهناك كثيرون أيضا لايريدونه حتي وان اختلفت الايديولوجيات والمفاهيم وأصبح الشعب واعيا ويقف بالمرصاد لكل مخالف خاصة بعد خروجه من القمقم الذي حبس فيه قهرا سنين طويلة والأسئلة التي تطرح نفسها الأن وبقوة: هل إذا فاز مرشح الاخوان المسلمين في جولة الإعادة سيمر الأمر بسلام وسوف يتقبل جميع القوي السياسية النتيجة بأريحية ولن يكون هناك اعتراض علي مبدأ الاستحواذ والتكويش وهو مبدأ لايستقيم مع منظومة العدالة والديمقراطية؟ وهل إذا فاز الفريق أحمد شفيق سوف يتقبل جماعة الاخوان المسلمين ذلك بصدر رحب أم سيزداد الوضع توترا ويتظاهرون في ميدان التحرير كما أعلنوا عن ذلك من قبل اعتراضا عليه؟ وهناك شريحة كبيرة من الناخبين لاترتضي ولاتقبل بمرشح الإخوان ولا بالفريق شفيق رئيسا للجمهورية, وكأن عليهم الاختيار بين مرشحين أحلاهما مر أو عليهم تجرع السم خالصا أو مخلوطا بالعسل وكلاهما مضر وقاتل, فماذا هم صانعون؟ هل يمتنعون عن الإدلاء بأصواتهم, مما يشكل سلبية في السلوك عانينا منها كثيرا قبل الثورة أم سيعطون أصواتهم لأي واحد منهما دون اقتناع وعلي طريقة حادي بادي, مما يؤدي الي استعمال حق التصويت في غير موضعه والوصول الي نتيجة غير واقعية تنعكس آثارها بالسلب علي الحياة السياسية وجلوس أحدهما علي كرسي الرئاسة وهناك شريحة كبيرة من الشعب غير مقتنعة به؟ محاسب صلاح ترجم حلوان