تجد الممثلة المغربية فاطمة الزهراء العياشي, طريقة للاعتراض سوي ألقاء نفسها في كوم زبالة, نامت وسط القمامة, اعتراضا علي عبارة الفن النظيف. لمأرادت أن تضع حدا لهذه العبارة, التي يرددها قياديون في حزب العدالة والتنمية ذي التوجه الإسلامي, الذي يقود الحكومة المغربية, هم لا يقبلون الفنون التي تختلف مع أفكارهم, ومن يختلف, مكانه القمامة, هكذا قرأت العياشي المشهد, فألقت بنفسها في النفايات, احتجاجا علي هذا التمييز, الذي يقيد حرية الفنان, أرادت العياشي إقصاء فكرة الفن النظيف والمتسخ باعتبار أن ما يوجد هو فن فقط. سبق أن انكوت الفنون المصرية, بنار تلك العبارة (السينما النظيفة), صورت الفنانين, معادين لكل القيم والأخلاقيات, وللأسف, يروج لهذا الشعار, أنصاف الفنانين, وهو شعار تستخدمه الأنظمة الديكتاتورية, التي لا تقبل بتعدد الرؤي, بينما الفن قائم علي التمرد وانتقاد الواقع بكل ما فيه, من أجل عالم أفضل. الفنانون المشاركون في تلك النظرة القاصرة للفن, انقسموا علي أنفسهم, وعلي الفن, فقد تعددت الفرق للقاء مرشحي الرئاسة د.محمد مرسي, وأحمد شفيق, وفريق ثالث لم يرض بأي منهما, هذا الاختلاف صحي وإيجابي, لكن ليس بالمبايعة, أو كيدا من طرف للطرف الآخر, فالهدف الأسمي هو أن يتلاقي الفنانون بمختلف مشاربهم, لكتابة وثيقة تحمل المبادئ الأساسية لحماية حرية الرأي والتعبير وكرامة الفنان, اكتبوها بأنفسكم ولا تتركوها لأصحاب عبارة (الفن النظيف). أتذكر كلمات الرئيس الأمريكي أوباما عند تكريمه للفنانين والشعراء, قائلا: هؤلاء أسهموا بفنونهم في خدمة الإنسانية, الفنون هي القوة التي جمعت هذا الشعب مرة أخري حينما أكد الجميع أنه انقسم, كما أن الفنون والخدمات الإنسانية ستظل ذات أولوية ما دمت رئيسا للبلاد.. لعل رئيس مصر المنتظر, يدرك معاني هذه الرسالة. المزيد من أعمدة سمير شحاته