سين: بم تفسر الثورة التي شهدتها مصر بعد صدور أحكام قضية مبارك؟ جيم: هذه هي المرة الثانية التي تخرج فيها المظاهرات عقب أحكام تصدر, وكانت الأولي في فبراير 1968 عندما أصدرت المحكمة العسكرية التي كانت تحاكم قادة الطيران بحكم مسئوليتهم. عن أسرع حرب انتصرت فيها إسرائيل علي مصر عندما تمكنت في خلال خمس ساعات من تدمير الطيران المصري وشل حركة القيادة صباح 5 يونيو (من45 سنة) وكان التوقع ان تصدر أحكاما بإعدام جميع القادة المتهمين, إلا أن المفاجأة كانت الحكم علي اثنين فقط (تماما كما في قضية مبارك) أحدهما 15 سنة والثاني عشر سنوات, وبراءة جميع الباقين! سين: هل تري علاقة بين الواقعتين؟ جيم: أري أن الحكم سواء كان في 68 أو قبل يومين كان كاشفا لما هو أكبر كثيرا من البراءة والعقوبات التي تضمنها, ففي 68 باختصار كان الحكم كاشفا عن هزيمة حلم حمل الملايين مرارته منذ يونيو وظل بركانا مختزنا في النفوس إلي أن جاءت مناسبة أحكام الطيران فانفجر, أما هذه المرة فقد جاء الحكم كاشفا عن مخزون الغضب المتراكم في نفوس ملايين المواطنين ووجد الشرارة لينفجر. سين: لماذا؟ ومخزون أي غضب؟ جيم: مخزون الغضب لأنه بعد 16 شهرا من الثورة مازال المستقبل معتما, ومعاناة الناس زادت وآخرها أزمة البنزين التي شلت مصر.. الغضب من الصراع الذي يحدث ليس علي مواد الدستور وإنما علي تشكيل الجمعية التي ستضع الدستور. الغضب من سوء الحظ في النتيجة التي انتهت إليها الجولة الأولي للانتخابات ووقوعنا بين متنافسين أحلاهما مر, وانقسام الوطن إلي فصيلين كل منهما لا يريد الآخر. الغضب من رئيس قادم وغير معروف أي دستور سيقسم علي المحافظة عليه يوم أن يؤدي اليمين. الغضب من أشياء كثيرة جدا تراكمت وضغطت حتي جاءت كلمة البراءة فانفجر البركان! [email protected] المزيد من أعمدة صلاح منتصر