«الأهرام» تحاور وزير الطيران حول مستجدات حادث الطائرة المنكوبة

► تعليمات الرئيس توفير الرعاية الإنسانية لأسر الضحايا وإعلان النتائج بشفافية
► استمرار فرق البحث و الانقاذ للقوات المسلحة و السفينة المؤجرة فى جمع حطام الطائرة
► استخراج شهادة الوفاة خلال 72 ساعة و صرف التعويضات للورثة فورا

اكد شريف فتحى وزير الطيران المدنى ، استمرار فرق البحث والانقاذ التابعة للقوات المسلحة والسفينة التابعة لإحدى الشركات الخاصة المؤجرة من قبل الحكومة فى مواصلة جهودها فى جمع أكبر كم من أجزاء حطام الطائرة، وتسليمه الى جهات التحقيق القضائية وبعد ذلك للجنة الفنية للتحقيق، مؤكدا أن هناك اصرارا من جانب الدولة للتوصل لأسباب الحادث واعلانه بشفافية مطلقة .
وقال الوزير فى حوار مع الأهرام حول مستجدات الطائرة المنكوبة، إن السفينة التى تحمل على متنها معدات متقدمة تمكنت فى اقل من سبعة ايام من التوصل الى موقع الصندوقين الاسودين واستخراجهما من اعماق البحر المتوسط على عدة مراحل وتم نقلهما من ميناء الاسكندرية إلى مقر الإدارة المركزية لحوادث الطيران بوزارة الطيران المدنى لبدء عملية فحصهما تمهيدا لاستخراج ما بهما من معلومات. وأضاف الوزير أن هناك تهشما نتيجة اصطدام الصندوقين ولكن نجحنا فى استخراج كارتى الذاكرة وجار فحصهما .
وعن الفترة الزمنية المتوقعة لتفريغ محتويات الصندوقين
قال وزير الطيران ذلك من الصعب تحديده لحين اجراء الفحص الكامل لهما والتأكد من الصلاحية وعدم وجود تلف او اعطال او عطب بهما او بأحدهما، وفى حال كانت وحدة الذاكرة بالجهازين فى حالة جيدة فسيتم البدء فوراً فى تفريغ محتوياتهما فى معامل الادارة المركزية لحوادث الطيران، أما إذا كان هناك تلف بسيط فى احداهما أو كليهما فسيتم اتخاذ اللازم نحو اصلاح هذا التلف محليا، وعند وجود تلف جسيم فستتم اجراءات الإصلاح بالخارج بمعرفة لجنة التحقيق
وهل تم تحديد الدولة والشركة التى ستقوم بعملية الاصلاح فى حالة وجوداعطال ؟
لم نحدد بعد ولكن ذلك سيتم تحديده بواسطة لجنة التحقيق وتحت اشراف المحققين المصريين لمتابعة اصلاح العطل ونوه إلى أن هناك معامل متطورة جدا بوزارة الطيران المدنى ومجهزة بأحدث المعدات العالمية ولكن هناك بعض الاعطال او التحليلات تحتاج لمعامل اكثر تخصصا
واضاف الوزير، أن هناك تنسيقا وتفاهما كاملين داخل لجنة التحقيق واطرافها مصر الدولة المسجلة بها الطائرة والتى سقطت فى حدودها، وفرنسا الدولة المصنعة للطائرة ولها اكبر عدد من الضحايا وسينضم لها مندوب من هيئة سلامة النقل الامريكي، لان الولايات المتحدة الامريكية هى الدولة المصنعة للمحركات ومندوب من الشركة الامريكية المصنعة للصندوق الاسود، ونرحب بانضمام اى اطراف اخرى وفقا للقوانين الدولية المنظمة للتحقيق فى حوادث الطائرات للمشاركة فى التحقيقات والتى على اساسها تم ضم المندوب الامريكي، ومندوب الشركة المصنعة للصندوقين ،وتعلن لجنة التحقيق فى بيانات متتالية كل ماتوصلت اليه .
هل سيتم الإعلان عن نتائج تفريغ الصندوقين فى حالة التأكد من صلاحيتهما وعدم وجود اى عوائق ؟
الوزير: ذلك تحدده لجنة التحقيق، ولكن فى ذات الوقت، رغم الاهمية الكبرى لمحتويات الصندوقين ومايحتويانه من بيانات مهمة سواء الخاصة بالتسجيلات الصوتية لما دار داخل كابينة القيادة او الصندوق الخاص بالبيانات، الا انهما لايفصلا ن وحدهما فى اسباب الحادث، وهناك معطيات اخرى مثل تحليل اجزاء الحطام واشلاء الجثامين، لكننا ملتزمون بالاعلان عما توصلت اليه لجنة التحقيق عقب تفريغ وتحليل بيانات الصندوقين ولكن ذلك يستغرق فترة زمنية لتحليل الاصوات وتحديدها وتحليل اى اصوات اخرى قد تكون ظهرت بالكابينة واجراء مطابقة بين كل البيانات والمعلومات بالصندوقين . واضاف :هناك تنسيق كامل بين الحكومتين المصرية والفرنسية للتوصل لأسباب الحادث لتلافيه مستقبلا، ونوجه شكرا خاصا للقوات المسلحة المصرية لدورها منذ اللحظات الاولى للحادث ومعاونة وتأمين السفن المشاركة فى جهود البحث .
وماذا عن الاستعانة بسفينة تابعة لإحدى الشركات الخاصة للمعاونة فى جهود البحث ؟
الوزير : طبيعة الحوادث فى البحار والمحيطات تحتاج لسفن مجهزة بتقنية خاصة ومعدات معينة للبحث والتصوير فى الاعماق واستخراج الصندوقين، لذلك تمت الاستعانة بسفينة تابعة لإحدى الشركات المتخصصة، وتحملت الحكومة المصرية ملايين الدولارات، لأننى كما اوضحت أن هناك تصميما من جانبنا لمعرفة اسباب الحادث واعلانه امام العالم بأكمله، خاصة ان العالم اجمع اشاد بالاسلوب الراقى فى التعامل مع اسر الضحايا المصريين والاجانب، وتوفير كل سبل الرعاية لهم وامدادهم بكل المعلومات، وعن اسلوب تعاملنا مع الحادث واصدار بيانات متتالية مع اى خطوة للجنة او اعلان ماتوصلت إليه اللجنة مع اى جديد .
وماذاعن مشكلة استخراج شهادات الوفاة. لضحايا الطائرة كأحد المطالب الرئيسية لأسرهم ؟
الوزير: سيتم استخراج شهادات الوفاة لضحايا الطائرة فى اقل من 72 ساعة نتيجة للجهود التى بذلها مجلس الوزراء فى الاسراع باستخراج شهادات الوفاة، وتسليمها فورا، كما تم التنسيق بين مصر للطيران وشركات التأمين لبدء صرف التعويضات الخاصة بهم، بعد تسلمهم شهادات الوفاة وقيامهم بتحديد الورثة الشرعيين وفقا لإعلام الوراثة، وستقوم مصر للطيران بمخاطبتهم على الموقع المحدد لهم منذ بداية الحادث لتقديم كل التسهيلات وازالة اى معوقات امامهم سواء فى مصر او الخارج، وسيتم تحديد قيمة التأمين وفقا للقواعد الدولية للتأمين فى جميع شركات الطيران .
ولكن دار حديث حول وجود ملاءمات سياسية وشائعات متعددة فى الايام السابقة عن تعرض الطائرة لحادث ارهابي؟
الوزير : منذ بداية الحادث انتهجنا الاسلوب العلمى فى التعامل، ونعلن بشفافية كل مانتوصل اليه من معلومات، وذلك للرد على أى شائعات او اكاذيب لاتستند لأى منطق ،. أو ادلة .
واضاف أن هدف العالم اجمع للتحقيق فى اى حادث طيران ليس توجيه الاتهام لأحد بل معرفة اسباب الحادث لتلافيها مستقبلا، الاخطاء تكون واردة ولكن المهم معرفة السبب لتجنبه وانقاذ ابرياء .
من سيعلن النتيجة النهائية للتحقيق؟
وفقا للقانون الدولى مصر هى الدولة التى ستعلن النتيجة النهائية لما توصلت اليه لجنة التحقيق بعد مناقشة باقى الاطراف واذا كانت هناك اى ملاحظات تتم مناقشتها وتفنيدها من جانب الفريق المصرى كما يدلى كل طرف بدلوه لكن النتيجة النهائية تعلن من لجنة التحقيق المصرية
وماذاعن الجزء الثانى من السؤال الخاص بالعامل التخريبى ؟
جميع السيناريوهات مطروحة امام لجنة التحقيق، وفقا للمعطيات الموجودة لديهم بعد تفريغ وتحليل بيانات الصندوقين وتحليل اكبر كم يتم العثور عليه من حطام الطائرة، ولاتوقعات او تكهنات فى حوادث الطائرات، وقد يستغرق التحقيق اسابيع، او شهورا لحين التوصل لأسباب الحادث، وهناك حوادث تستغرق سنوات، وقد تنتهى دون التوصل لسبب الحادث .
و تعليمات الرئيس فى هذا الصدد شددت على ضرورة التعامل الانسانى الراقى لأسر الضحايا والاعلان بشفافية مطلقة عن نتائج الحادث .
هل سنستمر فى استكمال عمليات البحث رغم التكلفة المالية المرتفعة ؟
عمليات البحث مستمرة لانتشال اكبر جزء من الحطام خاصة بعد نجاح السفينة المؤجرة فى تصوير اجزاء متعددة، والدولة لاتبخل بأى تكلفة للوصول الى الحقيقة لإرضاء اسر الضحايا ومعرفة سبب الحادث لتجنبه مستقبلا .
وماذاعن الشق الجنائى للحادث ؟
ذلك يتم عن طريق النائب العام بالتنسيق مع جهات مختلفة ونظيره الفرنسى وتقوم النيابة بتسلم مايتم استخراجه من الحطام وتسليمه للجنة التحقيق، عقب القيام بعملية المعاينة، وترسل اليها لجنة التحقيق ماتوصلت اليه .
و لجنة التحقيق تتولى الجانب الفني، بينما النيابة الشق الجنائى وبالطبع هناك تواصل بين الجهات القضائية المصرية والفرنسية .
وكيف تقيم الدعم الشعبى لمصر للطيران ؟
ذلك ليس جديدا على الشعب العربى والمصرى الجميع يدعم مصر للطيران ونحن قادرون على مواصلة التحدى
واختتم الوزير حواره قائلا:
نتبع المنهج العلمى العالمى فى حوادث الطائرات، بقيام لجنة التحقيق بإصدار بيانات فورية عما توصلت اليه للاعلام المصرى والعالمي، واعتقد أن ما يهم الجميع التعامل بشفافية مطلقة وذلك مانتبعه .
و خلال فترة وجيزة ستصدر لجنة التحقيق بيانا عن الحالة الفنية للصندوقين وعما اذا كانا سيحتاجان لأى اصلاح ام ان حالتهما جيدة، وعما اذا كان الاصلاح سيتم فى مصر ام فى الخارج إذا احتاج الامر لذلك .