تبدأ صباح اليوم لجنة التحقيق في حادث طائرة مصر للطيران بإجراءات تفريغ الصندوقين الأسودين للطائرة المنكوبة رحلة مصر للطيران رقم804 والتي سقطت بالبحر المتوسط وعثرت عليهما السفينة المؤجرة من الحكومة المصرية للمشاركة في عمليات البحث. وكانت لجنة التحقيق الفني في حادث الطائرة وأعضاء من النيابة العامة قاموا أمس باستلام جهازي مسجل محادثات كابينة القيادة(CVR) ومسجل معلومات الطائرة(FDR) من النيابة العامة وذلك بعد انتشالهما من موقع العثور علي حطام الطائرة. كما تم نقل الجهازين إلي مقر الإدارة المركزية لحوادث الطيران بوزارة الطيران المدني لبدء عملية فحصهما تمهيدا لاستخراج ما بهما من معلومات. وأكدت لجنة التحقيق أن تحليل البيانات قد يستغرق عدة أسابيع, وأوضحت أنه في حال كانت وحدة الذاكرة بالجهازين في حالة جيدة فسيتم البدء فورا في تفريغ محتوياتهما في معامل الإدارة المركزية لحوادث الطيران, أما إذا كان هناك تلف بسيط في إحداهما أو كليهما فسيتم اتخاذ اللازم نحو إصلاح هذا التلف محليا, وعند وجود تلف جسيم فستتم إجراءات الإصلاح بالخارج بمعرفة لجنة التحقيق. وأشارت اللجنة إلي أن التحقيق الفني في الحادث لا ينتهي عند استخراج المعلومات من الصناديق المنتشلة, بالرغم من أهمية تلك البيانات إلا أنها تعد جزءا من التحقيق في سياقه الكامل بهدف الوصول إلي أسباب الحادث. من جانبه, قال الطيار جاد الكريم نصر رئيس الشركة المصرية للمطارات الأسبق إن العثور علي الصندوقين الأسودين هو إنجاز كبير للسلطات المصرية لأنهما سوف يساعدان في الوصول إلي أسباب الحادث وتحديد المسئولين عنه, موضحا أن الصندوق الأسود الأول والخاص بالمحادثات يحتوي علي بيانات الرحلة والمحادثات الثنائية بين القائد ومساعده أو أي شخص يدخل إلي الكابينة وكذلك الحوارات بين قائد الطائرة وأبراج المراقبة أما الصندوق الثاني وهو خاص بتسجيل كل المعلومات عن الرحلة فسوف يساعد في الوصول إلي أسباب الحادث وسيمكن لجنة التحقيق من تحديد ما حدث من الناحية الفنية للطائرة والعوامل الخارجية التي تعرضت لها وهل هناك أي مشكلة فنية حدثت في أجهزتها أم لا مؤكدا أن الصندوقين الأسودين بخير ولم يحدث لهما أي أضرار نتيجة الحادث أو وجودهما بقاع البحر المتوسط لقرابة الشهر. وأوضح جاد الكريم في تصريحات خاصة ل الأهرام المسائي أن العثور علي الصندوقين الأسودين هما جزء كبير في رحلة الكشف عن أسباب سقوط الطائرة ولكن لابد أن نأخذ بباقي الأسباب ومنها فحص حطام الطائرة وإشلاء الجثث وتقارير أبراج المراقبة والتحقيق مع المسئولين عن مطار شارل ديجول والذي خرجت منه الطائرة.