كشف المؤتمر السنوى للقسطرة التداخلية للقلب والذي عقد أخيرا في باريس عن تطور العلاج الطبي لمرضى القلب بشكل لافت فى الآونة الأخيرة، حيث أثبتت الأبحاث العالمية أن الدعامة الدوائية التى تنقذ مريض القلب من خطر الجلطة والذبحة الصدرية قد تم تطويرها بطرح أنواع جديدة تحمل آمالا رائعة لإنهاء متاعب القلب مع انسداد الشرايين التاجية، وإعفاء المريض من أدوية السيولة التى يُفرض تناولها لمدة سنة بعد وضع الدعامة، وضغط هذه المدة فى شهر واحد. وقد استعرض كل من البروفيسور راؤول مورينو الاسباني , وداديير كارى الفرنسى وفيليب أوربان السويسرى أحدث واكبر دراسة امريكية أجريت على مايزيد عن 5 آلاف مريض فى أكثر من 69 مركزا على مستوى العالم لاستخدام الدعامة البيوفريدم للمرضى الذين تبلغ اعمارهم أكثر من 60 عاما أو يعانون من الأنيميا أو تجرى لهم عمليات جراحية خلال ستة أشهر بعد تركيب الدعامة، أو مثل مرضى الفشل الكلوى والكبدى أو الذين لديهم تاريخ عائلى مرضى لنزيف المخ أو نتيجة لإصاباتهم بالفيروسات الكبدية. وهى أول دراسة تجرى على هذه النوعية من المرضى. وأثبتت النتائج أمان وفاعلية الدعامة الحديثة أكثر من غيرها في هولاء المرضى من حيث عدم انسدادها مره أخرى, وقد أكد البروفيسور جيتارو سارديلا الايطإلى فوائدها في المرضي المقبلين على عمليات تغيير الصمامات. كما أكد البروفيسور فيليب انها اضافت الكثير لمرضى القلب، وتعتبر فتحا جديدا فى علاج مرضى القلب. من جانبه أوضح د.محمد صبحي استاذ القلب بطب الإسكندرية أن الابحاث الحديثة أثبتت التغلب على مشكلة عودة ضيق الشرايين وتركيب الدعامات المختلفة وذلك بفضل التطور الذى يحدث كل يوم في نوعية القساطر والدعامات. وأشار د. حسام قنديل استاذ ورئيس قسم القلب بطب قصر العيني إلى نجاح الجيل الحالى من الدعامات الدوائية لعلاج الشرايين التاجية، حيث أثبتت فاعليتها بالمقارنة بالنتائج الجراحية في علاج الاصابات المتعددة للشرايين التاجية وأصبحت هي الطريقة المثلي لعلاج معظم اصابات الشرايين التاجية, إلا أنه هناك مجموعة من المرضى لاتتحمل فترة طويلة من استخدام ادوية السيولة نظرا لخطورة حالتهم الصحية ووجود استعداد للنزف مثل مرضى قرحة المعدة والفشل الكلوي. هذه المجموعة من المرضي كانت تعالج باستخدام الدعامات العادية بما فيها من نواحي قصور في ارتداد نسبة الضيق لتصل إلى 40 % في بعض الحالات إلا أنه لأول مرة تم استهداف دعامة دوائية لاتحتاج إلا مدة شهر واحد من أدوية السيولة المضادة للصفائح. هذا النوع من الدعامات يمثل أملا جديدا لمرضي الشريان التاجي المعرضين للنزف. ويوضح د.هاني راجي استشارى بالمعهد القومي للقلب أنه بعد ظهور الجيل الاول من الدعامات الدوائية قام بتقليل عودة الضيق داخل الدعامات بنسبة اكثر من 90 % عن الدعامات العادية، مشيرا إلى ظهور مشكلة طبية وهي حدوث تجلط داخل الدعامات بعد اشهر او سنوات من تركيبها في حالة توقف المريض عن اخذ عقارين للسيولة برغم نصيحة الأطباء للمريض بأخذ العقارين لمدة سنة واحدة.. ويسبب هذا في جلطات كان بعضها قاتلا عندما يتوقف المريض عن أخذ العقارين بعد سنة حسب التوصيات والإرشادات الطبية، ومع أن عدد هؤلاء المصابين كان قليلا للغاية إلا أنه كان كافيا لإثارة قلق مجتمع اطباء القلب بدرجة أدت لانخفاض مؤقت في استعمال الدعامات الدوائية من الجيل الاول. ثم ظهر الجيل الثاني من الدعامات الدوائية وقلت معه بشدة هذه المشكلة وإن لم تختف تماما. وظلت امكانية اعطاء شهر واحد من العقارين لسيولة الدم بعد تركيب الدعامات العادية بالمقارنة ب 12 شهرا من العلاج بعد تركيب الدعامات الدوائية ميزة كبيرة للدعامات العادية فى المرضي ذوي احتمال النزف المرتفع او المرضي الذين يحتاجون لإيقاف ادوية السيولة لاي سبب. وفي الأشهر الماضية تم الإعلان عن دعامة دوائية جديدة أثبتت الأبحاث أنها أفضل وتتيح إيقاف عقاقير السيولة بعد شهر واحد من تركيبها , ويستفيد من هذه الدعامة حوإلى 20 % من المرضى الذين يحتاجون لتركيب دعامات ويقعون تحت تصنيف احتمال النزف المرتفع. ويوضح د.حازم خميس استشاري امراض القلب أن الدعامة البيو فريدم أحدث أنواع الدعامات عبارة عن جزيئات صغيرة تفرز الدواء المضاد لتصلب الشرايين بدون وعاء دوائي داعم مما يتيح للمريض ايقاف أدوية السيولة الخاصة بالدعامات بعد شهر واحد من تركيبها بدلا من عام كامل.