اليوم نعرض لعدد من الحقائق العلمية عن العلاقة بين الصيام والحالة النفسية, وهو تأثير شهر الصوم على المرضى النفسيين .. ومن وجهة نظر الطب النفسي .. يقول الدكتور ممتاز عبد الوهاب، أستاذ الطب النفسي ورئيس الجمعية المصرية للطب النفسي، إن للصوم آثارا إيجابية فى تقوية الإرادة وتحدى مقدرة الفرد على الصبر والطاعة والعودة الى الله وكل هذه أسلحة فعالة للوقاية من أمراض العصر النفسية , ووسيلة مضمونة للتخلص من العادات المرضية السلبية أيضا مثل التدخين والإرهاق والانحرافات السلوكية. هل تسوء الحالة النفسية للمريض فى رمضان؟ لقد وجدوا أن بعض المرضى النفسيين انتكست حالتهم مع الصيام وبعضهم زادت عنده العصبية والأرق والقلق وربما يعود ذلك الى التغيير فى الروتين والنظام اليومى مثل التغير المفاجئ فى مواعيد الاكل والنوم والتغيير فى مواعيد تناول الأدوية. كما أن بعض المرضى يزداد عندهم الإحساس بالذنب وتأنيب الضمير خصوصا مرضى الاكتئاب لذا ننصح كل المرضى النفسيين باستشارة الطبيب النفسي المباشر لهم قبل الصيام والالتزام بنفس مواعيد النوم والاستيقاظ وتناول الأدوية فى المواعيد التى يحددها الطبيب . ومريض الصرع يستطيع الصيام بشرط تناول الأدوية المضادة للصرع بانتظام فهناك أدوية حاليا تعطى مرة واحدة فى اليوم للسيطرة على المرض، وبالنسبة للاكتئاب يستطيع مريض الاكتئاب الصيام , بشرط تناول الأدوية المضادة للاكتئاب بانتظام وتعطى هذه الأدوية عادة مرة أو مرتين فى اليوم. أما بالنسبة لمريض الفصام فلا ينبغي له الصيام فالتوقف عن استعمال الأدوية المعالجة للفصام تؤدى الى نوبات من العنف والضلالات الخاطئة والهلاوس وقد يحدث اعتداء على الآخرين. وإذا كان القلق سمة من سمات عصرنا الحالى وتقدر حالات القلق بنسبة 30-40% فان شعور الاطمئنان المصاحب لصيام رمضان وذكر الله بصورة متزايدة خلال رمضان فيه أيضا راحة نفسية وطمأنينة تسهم فى التخلص من مشاعر القلق والتوتر. أما الوساوس القهرية فيعانى منها عدد كبير من الناس على عكس الانطباع بأنها حالات فردية نادرة فالنسبة التى تقدرها الإحصائيات لحالات الوسواس القهرى تصل الى 3% مما يعنى ملايين الحالات فى المجتمع وتكون الوساوس فى صورة تكرار بعض الافعال بدافع الشك المرضى مثل وسواس النظافة الذى يتضمن تكرار الاغتسال للتخلص من وهم القذارة والتلوث .وهناك الأفكار الوسواسية حول أمور دينية أو جنسية أو أفكار سخيفة تتسلط على المرضى ولا يكون بوسعهم التخلص منها, ويسهم الصوم فى تقوية إرادة هؤلاء المرضى, واستبدال اهتمامهم بهذه الأوهام ليحل محلها الانشغال بالعبادات وممارسة طقوس الصيام والصلوات والذكر مما يعطى دفعة داخلية تساعد المريض على التخلص من الوساوس المرضية فرصة يجب اغتنامها.