من هذا الجبل دمرنا الجيش الروسي والإتحاد السوفيتي, وقد دعوت الله أن يقدرنا علي تحويل أمريكا إلي شبح كان هذا ما قاله أسامة بن لادن للكاتب الصحفي الشهير روبرت فيسك خلال إحدي مقابلتهما في أحد مخابيء بن لادن في أفغانستان. وذكر فيسك في مقال له: أنه تذكر تلك العبارة عندما كان عائدا من رحلة زار خلالها بعض البلدان الأوروبية في صباح يوم11 سبتمبر عام2001 وهو يري حي منهاتن في ولاية نيويورك وقد غطاه الدخان بسبب سقوط برجي مركز التجارة العالمي, وقال فيسك معلقا علي هذا المشهد: لقد تحولت نيويورك إلي شبح. وكان أسامة بن لادن الذي ولد عام1957 من عائلة شديدة الثراء وترتيبه ال17 بين52 أخا وأختا, وفي عام1982 توجه بن لادن إلي أفغانستان للمشاركة في القتال ضد السوفيت, وذاع صيته في ذلك الوقت بعد تأسيسه لتنظيم بيت الأنصار في بيشاور الذي كانت مهمته إستقبال الشباب العربي الذي يأتي إلي أفغانستان للقتال وتدريبهم وتجهيزهم للقتال. وعندما علمت الولاياتالمتحدة بدوره في القتال ضد السوفيت أرسلت إليه دعما ماليا لمواصلة قتاله ضدهم قدر بحوالي3 مليارات دولار, كما تم تزويده بالسلاح من مصادر أخري لم يتم تحديدها بدقة. وفي عام1988 أسس بن لادن تنظيم القاعدة وضم إليه جميع من شاركوه في القتال في أفغانستان, وبعد هزيمة السوفيت وإنسحابهم من أفغانستان عام1989, عاد بن لادن إلي السعودية, وبعد غزو العراق للكويت عرض بن لادن علي الملك فهد ملك السعودية والأمير جابر الأحمد الصباح أمير الكويت أن يقوم بإستدعاء أنصاره للدفاع عن السعودية ضد أي هجوم محتمل من العراق والمساعدة في تحرير الكويت, ولكن قوبل عرضه بالرفض وتم طلب المساعدة من الأمريكيين, وهو ما جعله يستشيط غضبا ويعلن عداءه لهم لطلبهما المساعدة من قوات أجنبية كافرة علي حد قوله, وكان هذا هو أول عداء علني بين بن لادن وأمريكا. وفي عام1991 توجه بن لادن إلي السودان وأقام عدة مشاريع, كما قام بتحويل أرصدته إلي هناك, وخلال وجوده قام بعدد من العمليات ضد القوات الأمريكية في المنطقة ومنها تفجيرات وقعت في الصومال, وهو ماسبب حرجا للحكومة السودانية أدت في النهاية إلي رحيله وعودته مرة أخري إلي أفغانستان. وفي عام1994 قررت السلطات السعودية سحب الجنسية من بن لادن بسبب أعماله ضد الأمريكيين, وبعدها بعامين في عام1996 أصدر بن لادن بيانا دعا فيه إلي الجهاد ضد الأمريكيين وطالب بإخراج الكفار من شبه الجزيرة في إشارة إلي القوات الأمريكية هناك. وفي عام1998 قرر بن لادن زيادة نشاطه وعملياته ودعا إلي قتال الأمريكيين واليهود في كل مكان, وبالفعل في نفس العام1998 وجه بن لادن أحد أقوي ضرباته ضد الولاياتالمتحدة بتفجير سفارتيها في كينيا وتنزانيا, وهو الحادث الذي راح ضحيته العديد من القتلي والجرحي, كما وقعت عملية إنتحارية ضد المدمرة الأمريكية يو أس أس كول في ميناء عدن باليمن وقتل خلالها17 جنديا أمريكيا وجرح39 آخرين. أصبح بن لادن منذ ذلك اليوم علي رأس قائمة المطلوبين لدي الولاياتالمتحدة ولكن جاء يوم11 سبتمبر2001 وهو اليوم الذي تم فيه تفجير برجي مركز التجارة العالمي وراح ضحيته الآلاف من الأمريكيين وتسبب في كسر الكرامة الأمريكية ونشر الرعب بين الشعب الأمريكي الذي شاهد للمرة الأولي هجوما داخل أراضي الولاياتالمتحدة, وإستمر رعب الأمريكيين من أسامة بن لادن لمدة عشر سنوات حتي تمكنت فرقة من القوات الأمريكية في2 مايو2011 بتصفية بن لادن في مدينة أبوت اباد الباكستانية, وخرج أوباما الرئيس الأمريكي علي شاشات التليفزيون ليعلن للشعب الأمريكي مقتل العدو الأول لهم. وبعد مقتل بن لادن كتب الكاتب الصحفي روبرت شير مقالا بعنوان الوحش الذي خلقناه قال فيه أن أسامة بن لادن صناعة أمريكية تم إستخدامه لقتال السوفيت في أفغانستان وبعد ثلاثين عاما من خلق الوحش نحتفل بمقتله الآن.