تتجه أنظار العالم الآن إلى الصندوقين الأسودين للطائرة المصرية التى سقطت فى مياه البحر المتوسط فى رحلتها 804 من باريس إلى القاهرة 19 مايو الماضى واللذين أصبحا فى حوزة لجنة التحقيق فى الحادث حيث تسلمتهما بعد ظهر أمس بعد العثور عليهما وذلك لكشف لغز تحطم الطائرة المصرية. وكان قد تم انتشال الصندوق الأول الخاص بتسجيل المحادثات الصوتية أمس الأول والذى يسجل الحوارات التى دارت داخل كابينة قيادة الطائرة بين أفراد طاقم قيادتها وكذلك المحادثات التى تمت بين قائد الطائرة أو مساعده مع المراقبة الجوية فى الدول التى مرت الطائرة بأجوائها خلال الرحلة كما يسجل كل الأصوات بما فيها الاهتزازات الضعيفة داخل الكابينة ويسجل آخر ساعتين من عمر الرحلة. وتم انتشال الصندوق الثانى أمس و الخاص بتسجيل كل المعلومات عن الرحلة ويسجل نحو 25 ساعة طيران وأكثر من 3000 معلومة وبيانات حول حالة الطائرة الفنية وأدائها والحالة الفنية لأجهزتها وسرعتها أثناء الطيران واتجاه خط سيرها ووضعية الطيار الآلى وسرعة الهبوط وغيرها من البيانات0 والسؤال الأكبر الآن هو هل يمكن أن يبوح الصندوقان الأسودان بأسرار الطائرة المصرية ..وهل يساعدان فى فك لغز تحطمها والرد على كل التساؤلات حول أسباب تحطمها ؟. لاشك أن الجميع يأمل ذلك ...ولكن ماذا عن الخطوات القادمة للجنة التحقيق فى التعامل مع الصندوقين لفك لغز الحادث0 مصدر بلجنة التحقيق فى الحادث صرح بأنه بعد انتشال الصندوقين ومعاينة حالتهما سواء من جانب اللجنة الفنية أو من النيابة العامة التى تتولى الشق الجنائى فى التحقيقات وتحديد مدى التلفيات التى تعرضا لها وقت انتشالهما وتسجيل حالتهما فى وثيقة رسمية وقت تسلمهما ويتم نقلهما تحت إشراف لجنة التحقيق إلى المعامل المركزية لتحقيق وتحليل الحوادث بوزارة الطيران المدنى لتجهيزهما فنيا من جانب مجموعة من المتخصصين باللجنة ومعرفة مدى ملاءمتهما فنيا سواء للاستماع الى الصندوق الاول الخاص بالتسجيلات الصوتية والثانى الخاص بتسجيل بيانات الرحلة والتى ستتم بحضور كل أعضاء اللجنة الرسمية من الدول المشاركة فى التحقيقات والذين لهم حق الاستماع الى هذه التسجيلات والبيانات وفقا للملحق 13 للمنظمة الدولية للطيران وقواعد التحقيق الدولية المتعارف عليها فى حوادث الطيران وهى مرحلة ليست سهلة وخاصة اذا كان الصندوقان قد تعرضا للتلف بعد الحادث ويحتاجان الى معالجة فنية خاصة فى معامل التحليل بل قد يحتاج الامر الى ارسالهما الى الخارج اذا كانت التلفيات بهما خطيرة ويصعب الحصول على بيانات منهما من خلال المعامل الخاصة بتحليل حوادث الطيران فى مصر وهنا يمكن ارسالهما الى معامل الشركة المصنعة للصندوقين بصحبة وفد فنى من لجنة التحقيق. وقد يحتاج الامر الي" تحليل طيفى " لبعض الاصوات داخل الكابينة لتحديدها ومعرفة نوعية ومصدر كل صوت وطبيعته !.. ثم تأتى بعد ذلك مرحلة تفريغ هذه البيانات والمعلومات والاصوات وتسجيلها رسميا فى وثائق رسمية. وفى نفس الوقت فإن فريقا فنيا من اللجنة سيتولى الفحص الفنى للصندوق الثانى الخاص ببيانات الرحلة والذى يسجل كل معلومات الرحلة لحظة بلحظة والاداء الفنى لكل الاجهزة الموجودة على الطائرة وتفريغ هذه البيانات والمعلومات وربطها بما حصلت عليه اللجنة من بيانات ووثائق تتعلق بأجهزة المراقبة الجوية التى تعاملت مع الطائرة والصور الرادارية التى تم رصدها قبيل تحطمها وكذلك كل الوثائق الخاصة التى حصلت عليها اللجنة والرسائل الالكترونية التى أرسلتها الطائرة عبر جهاز الآكارز قبيل اللحظات الاخيرة لتحطمها وكذلك السجل الفنى للطائرة وطاقمها.