النميمة هى نقل الكلام بغرض الإفساد، وكذا بغرض إشعال الضغينة بين الطرفين فتشتعل النار، وتورث العداوة وتملأ القلوب حقدا وسخطا، وكثيرا ما رأينا جميعا تلك الظاهرة الاجتماعية التى تفسد حياتنا بعد أن انتشرت كالداء الخبيث الذى يسرى على الألسن فيهدم الاسر ويفرق الاحبة، ويقطع الأرحام والارزاق الخ، واتفق العلماء على أن النميمة تقع على كل من كشف ما يكره كشفه سواء بالقول أو بالكتابة أو بالرمز، أو بالايماء، والنميمة محرمة بإجماع المسلمين، وقد تظاهرت على تحريمها الأدلة الصريحة من الكتاب والسنة، وإجماع الأمة، وهى كبيرة من كبائر الذنوب، ووصف القرآن الكريم النمام بتسع صفات كلها ذميمة الأولى: أنه حلاف، كثير الحلف ولايكثر الحلف إلا إنسان غير صادق يدرك أن الناس يكذبونه ولا يثقون به، الثانية: أنه مهين لايحترم نفسه ولايتحرى الدقة فى لسانه وقلبه، وآية مهانته حاجته إلى الحلف، الثالثة: أنه هماز يهمز الناس ويصيبهم بالقول والاشارة فى حضورهم أو غيبتهم على حد سواء. الرابعة: أنه مشاء بنميم.. يمشى بين الناس بما يفسد فى حضورهم أو فى غيبتهم على حد سواء، فتفسد القلوب وتقطع الصلات، ويذهب بمودتهم فينهار المجتمع. الخامسة: أنه مناع للخير يمنع الخير عن نفسه وعن غيره، السادسة: انه مقيد متجاوز للحق والعدل اطلاقا، السابعة: أنه أثيم يتناول المحرمات ويرتكب المعاصى، الثامنة انه عتل وهى صفة تجمع خصال القسوة فهو ذو شخصية كريهة غير مقبولة، التاسعة: أنه زنيم، وكلمة زنيم قال فيها عبدالله بن المبارك:»وهو ولد الزنا الذى لايكتم الحديث: وجاءت الآية الكريمة فى سورة «القلم 10، 13» لتؤكد هذه الصفات «ولاتطع كل حلاف مهين، هماز مشاء بنميم، مناع للخير معتد أثيم، عتل بعد ذلك زنيم»، والقرآن لم يقف عند هذه الصفات بل توعد الخالق النمام بالويل كما فى قوله تعالى: «ويل لكل همزة لمزة» «الهمزة». وقال الله تعالى فى سورة القلم «ولاتطع كل حلاف مهين، هماز مشاء بنميم»، والنمام شؤم لاتنزل الرحمة على قوم هو فيهم، والنميمة من الاسباب التى توجب عذاب القبر لماروى عن ابن عباس رضى الله عنهما أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مر بقبرين فقال انهما يعذبان وما يعذبان فى كبير ثم قال: بلى كان أحدهما لايستتر من بوله، وكان الآخر يمشى بالنميمة «متفق عليه».