الوقيعة بين المسلمين مرضٌ خبيثٌ، وداءٌ عضالٌ، يقلب المحبة والمودة بين أبناء المجتمع الواحد إلى كراهية فالنمَّام هو سفير إبليس إلى البشر، ينقل الكلام بينهم بغرض الوقيعة بين الناس، فلا هم له سوى أن يرى المجتمع متفككاً متشرذماً، ويرى الأخ يقتل أخاه، ويرى الزوج يطلق زوجته، ويرى الحبيب مفارقا لحبيبه، هو كالعضو الخبيث فى جسد الوطن يوشك أن يبُثَّ سمومه فيه، فيقضى عليه، والوقيعة فتنة والفتنة أشد من القتل وحول ذلك كان هذا التحقيق:-يقول الدكتور محمد إبراهيم الدهشورى، أستاذ أصول الفقه المساعد بكلية الدراسات الإسلامية والعربية للبنين جامعة الأزهر القاهرة:- قد حذَّرنا ربنا – تبارك وتعالى – فى كتابه الكريم، من تلك الفئة البغيضة التى تُريد الوقيعة بين أبناء الوطن الواحد، مبينًا ان تلك النميمة تعد فتنة بين الناس، وقد بين ربنا تبارك وتعالى أنها أعظم خطراً من القتل- وذلك على اختلاف آراء المفسرين فى مفهوم تلك الفتنة- فقال تعالى: چ پ ? ? ?? چ، وقال -عز من قال- چڈ ژ ژ ڑڑ چ. وقد شدَّد - سبحانه - على جموع المسلمين ألا ينساقوا وراء تلك الأقوال الخبيثة، إلا بعدما يتثبتون منها، فقال- سبحانه -: چ ? ? ? ? ? ? ? 8 8 8 8 ? ? ? ? ? ? چ، وقال- سبحانه- ناهياً عن الاستماع إلى هؤلاء:- چ ? ? ? ? ? ? ? ? ? چ، وقال- عز من قال: چ ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ?? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ?چ،. كما توعَّد الله- سبحانه وتعالى- هؤلاء- عملاء الشيطان – بالويل والهلاك فى الدنيا، والآخرة، فقال تعالى: چ ? ? ? ? چ، وقال عن الوليد بن المغيرة – الذى بشره الله بالخلود فى النار:- چ ? ??چ، كما قال عن امرأة أبى لهب أم جميل):- چ ? ? ? چ، قال المفسرون: "إنها كانت تحمل الكلام بين الناس بغرض الوقيعة بينهم، فشبهها الله كأنها تحمل حطباً تحرق به الناس". ولذلك يحثنا القرآن أن نتبين ما يأتينا من أخبار:- چ ? ? ? ? 8 8 8 8 ? ? ? ? ? ?چ فكم من فتنة وقعت بسبب خبر كاذب أذاعه فاسق، ولا يبالى بما يحدث من جراء كذبه وبهتانه من أضرار فادحة ونتائج وخيمة تشل حركة المجتمع وقد يقضى إلى فجيعة عظيمة تودى بحياة أناس أبرياء، والفتنة لغو مهلك حتى لو كان مازحًا والمؤمن بعيد عن هذا فقد قال تعالى:- چ ? ? ? ? ? پ پ پ پ ? ? ? ? ? ? ? چ، وقد جعل النبى النمًّام من شرار الناس فقال صلى الله عليه وسلم : (ألا أخبركم بشراركم؟) قالوا: بلى، قال:- (المشاؤون بالنميمة، المفرقون بين الأحبة، الباغون للبراء العنت)، وشبهها النبى بالعضة وهى التى تقطع العلاقات بين الناس، وبالقالة وهى نقل القول بين الناس، وعن ابن مسعود رضى الله عنه قال: (ألا أنبئكم ما العضه؟ هى النميمة القالة بين الناس). يقول أحمد على محمد إمام مسجد الصحابة بالمقطم:- الوقيعة بين الناس هى نفسها النميمة وهى نقل الكلام بين طرفين لغرض الفساد والقيعة بينهما، وللنميمة آثار وخيمة على الفرد والمجتمع، فهى تفرق بين الناس، وتدخل القلق على القلوب المطمئنة، وتحمل الناس على التجسس على بعضهم البعض لمعرفة أخبارهم، وتحمل الناس على الكذب وعلى قطع أرزاقهم والتأثير على ترقيهم. وقد حذَّرنا الرسول صلى الله عليه وسلم من عاقبة ذلك فقال فى الحديث:- (لايدخل الجنة نمام)، والنمام لن تنزل الرحمة على قوم هو فيهم، ومن الأسباب التى توجب عذاب القبر كما جاء فى حديث ابْنِ عَبَّاسٍ رضى الله عنهما قَالَ: مَرَّ النَّبِى صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِقَبْرَيْنِ، فَقَالَ: "إِنَّهُمَا لَيُعَذَّبَانِ، وَمَا يُعَذَّبَانِ فِى كَبِيرٍ، أَمَّا أَحَدُهُمَا فَكَانَ لاَ يَسْتَتِرُ مِنَ البَوْلِ، وَأَمَّا الآخَرُ فَكَانَ يَمْشِى بِالنَّمِيمَةِ". ومن صفات النمام حتى نتحاشاها، فهو كما وصفه الله تعالى:- چ ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? چ حلاف كثير الحلف بالله كذبًا، مهين لايحترم نفسه فالمهم عنده مصلحته، هماز يغتاب للناس ويأكل لحومهم، مَشَّاء بِنَمِيم ٍيمشى بحديث الناس بعضهم فى بعض، ينقل حديث بعضهم إلى بعض،مَنَّاعٍ لِلْخَيْرِ بخيل بالمال لا تجد منه خيرًا إلا لمصلحته، ضنين به عن الحقوق.ومُعْتَدٍ:- معتد على الناس وحقوقهم، أَثِيمٍ:- ذى إثم بربه تجده ثقيل الحركة مع ربه نشيطا عند غيره، عُتُلٍّ:- الجافى الشديد فى التعامل، زَنِيمٍ والزنيم:- الملتصق بالناس لصالحه فإذا أخذ حاجته ابتعد عنهم. وإليك فصة عن الوقيعة حتى نتعرف على مدى خطورتها فنبتعد عنها وهى أن رجلًا باع غلامًا عنده فقال للمشتري:- ليس فيه إلا أنه نمام، فاستخفه المشترى فاشتراه على ذلك العيب فمكث الغلام عنده أيامً ثم قال لزوجة سيده:- إن زوجك لايحبك وهو يريد أن يتسرى عليك أى يشترى أمة يتسرى بها، أفتريدين أن يعطف عليك؟ قالت:- نعم، قال لها:- خذى الموس واحلقى شعرات من باطن لحيته إذا نام، ثم جاء إلى الزوج وقال له:- إن امرأتك اتخذت صاحبًا وهى قاتلتك، أتريد أن يتبين لك ذلك، قال:- نعم، قال له:- تناوم، فتناوم الرجل، فجاءت امرأته بالموس لتحلق الشعرات فظن أنها تريد قتله، فأخذ منها الموس فقتلها، فجاء أهلها فقتلوه، فجاء أهل الرجل ووقع القتال بين الفريقين.