فى حوار كاشف للكثير من الحقائق الخفية فى قضية تسريب أسئلة وأجوبة امتحانات الثانوية العامة، أكد اللواء عصام حافظ مدير مباحث الإنترنت ومكافحة جرائم الحاسبات بوزارة الداخلية أن القائمين على صفحات نشر أسئلة وأجوبة امتحانات الثانوية العامة على مواقع التواصل الاجتماعى « الفيس بوك « سقطوا فى قبضة الأمن وتمت السيطرة على صفحاتهم وعرضهم على النيابة العامة، وهذا ما نسميه «الغش الالكتروني» موضحا أن هناك فرقا كبيرا بين مسألة تسريب الأسئلة والغش، فالتسريب يكون قبل بدء الامتحانات، وهذا ما ظهر فى مادة اللغة العربية، واتهام نحو 15 مسئولا فى تلك الواقعة، ومابين فكرة الغش الالكترونى والتى يقوم بها «المجرم المعلوماتى» بتصوير الأسئلة بالهاتف المحمول ونشرها على الإنترنت، وهؤلاء تمت السيطرة على صفحاتهم، وليس غلقها كما يردد البعض، مضيفا إن مسألة غلق الصفحات تملكها جهات فى الخارج وهى المنوطة بهذا. وأشار مدير مباحث الإنترنت إلى أن أخطر الصفحات والتى استمرت لأكثر من 3 سنوات فى نشر أسئلة وربما أجوبة امتحانات الثانوية العامة هى «شاومينج بيغشش»، وكان يقف خلفها طالب فى المرحلة الثانوية لم يزد عمره على 18 ربيعا، لكنه امتلك ذكاء خارقا وقدرة على المراوغة والتخفى عن أعين الأمن، حتى نجحنا فى ضبطه بعد 48 ساعة من نشره لأسئلة الامتحانات، وكانت المفاجأة لنا أنه من « الجيش الالكترونى» والذين قاموا بعمليات نصب وسرقة عبر الإنترنت . تسريب أسئلة وأجوبة امتحانات الثانوية العامة هذا العام عبر الإنترنت أحدث ردود فعل غاضبة داخل الأسرة المصرية والقيادة السياسية.. اشرح لنا ماحدث؟ بداية لابد أن نفرق بين تسريب الأسئلة عن طريق بعض الأشخاص قبل بدء الامتحانات، وبين الغش الالكترونى والذى تم من خلاله تصوير الأسئلة عن طريق الهواتف المحمولة ونشرها على مواقع التواصل الاجتماعى، فالأولى تم القبض على عدد من المسئولين من وزارة التربية والتعليم وهم أمام النيابة العامة الآن ويتم التحقيق معهم، وربما تكشف الأيام القادمة عن أشياء جديدة وراء هؤلاء ومدى مسئوليتهم فى الواقعة من عدمها، فالتحقيقات هى الكاشفة للواقعة، أما «الغش الالكترونى» فهذا ما يقوم به الطالب من تصوير للأسئلة عن طريق المحمول ووضعها على «الواتس» أو بعض الجروبات ويقوم بعض المدرسين لتلك المادة بحل الأسئلة وإرسالها إلى الطلاب وهذا ماحدث فى الثانوية أخيرا، وأود أن أوضح أن عدد الطلاب يتجاوز 560 ألف طالب يؤدون الامتحانات، ومسالة الغش لم تكن على نطاق واسع، والأمور يتم التحقيق فيها ولانريد أن نشتت الأسر المصرية وأبناءها، وكلنا نتابع الامتحانات ونتابع مايحدث، والتحقيقات التى تجريها النيابة ستوضح حقائق الأمور. لكن الأمر قد يكون مشتركا بينكم وبين وزارة التربية والتعليم فى تأمين الامتحانات؟ إن دورنا فى هذا الإطار يأتى بعد ورود البلاغات بوجود صفحات تتبنى تسريب الأسئلة أو بمعنى أصح «الغش الالكترونى»، وهنا نتحرك على الفور وتم ضبط القائمين على تلك الصفحات والسيطرة عليها. وما المقصود بالسيطرة عليها هل تعنى إغلاقها مثلا؟ لا، نحن لا نملك إغلاق الصفحات على الإنترنت، ولكن نسيطر عليها بعد تتبع صاحبها والقبض عليه من خلال التقنيات الحديثة وخبرائنا من المهندسين والفنيين ويتم عرضه على النيابة وهى الجهة الوحيدة المنوطة بالتصرف فى الأمر، فنحن نكافح الجريمة الالكترونية بكل أنواعها، أما مسألة الإغلاق فنحن لا نملك ذلك، فالمتحكم فى «السيرفرات» لهذه المواقع موجودة فى الخارج، وليس لنا علاقة بها. هل معنى ذلك أن الصفحة من الممكن أن يقف وراءها مجموعة من الأشخاص ؟ بالتأكيد.. فهناك أكثر من أدمن للصفحة أو ربما يكون واحدا.. وهناك صفحات حملت اسما واحدا بتغيير عدد من الحروف بها فمثلا صفحة «شاومينج بيغشش» فمرة تكتب بهذه الطريقة ومرة بدون الياء «شاومنج» ومرة بتبديل الحروف الباء والياء وهكذا، فعندما يتم السيطرة الأمنية على صفحة يستطيع «الأدمن» الاستعانة بالصفحة الأخرى فورا وبث ونشر مايريده قبل السيطرة عليها. انتشار صفحات الغش بأسماء مختلفة هل يقف وراءها هؤلاء الأشخاص الذين ألقى القبض عليهم أم أن هناك من يقف وراء الستار ولم يتم ضبطهم ؟ من تم القبض عليه اعترف بأنه المسئول عن هذه الصفحة، وأن من قام بنشره هو مسئوليته، ومسالة من يقف وراءه أو المحرض له، هذا رهن التحقيقات من قبل النيابة العامة. لكن الغريب أن صاحب صفحة» شاومينج بيغشش ثانوية عامة» كان البطل الرئيسى وراءها طالب فى المرحلة الثانوية وبدأت نشاطها منذ 2013 لماذا لم يتم ضبطها خلال تلك الفترة ؟ إن صاحب هذه الصفحة هو بالفعل طالب فى المرحلة الثالثة من الثانوية العامة وهو مهند 18 عاما، وكان يتمتع بقدرات عالية من الذكاء فى ارتكابه الجريمة الالكترونية، وباحترافية عالية، واستخدام برامج لإخفاء البصمة التى يملكها ، واستطاع التخفى لفترات طويلة ، وإخفاء الأدلة وأنشأ 3 صفحات حاملة لنفس الاسم كما ذكرت سابقا، لكنه عندما قام بنشر الأسئلة قمنا بضبطه خلال 48 ساعة فقط.وهذا المجرم الالكترونى يختلف تماما عن المجرم التقليدى . كيف؟ هذا المجرم المعلوماتى لديه شعور بالغ فى التفوق والقيام بشىء متميز من خلال هذا الفضاء الالكترونى المفتوح، وحتى يستطيع إثبات ذاته وتميزه عن الآخرين، إلى جانب الخديعة أحيانا والانسياق وراء بعض الأشخاص والذين لهم نشاطات مشبوهة، وهذا ماأكده مهند فقد اعترف أنه كان عضوا فى الجيش الالكترونى . ما المقصود بالجيش الالكترونى؟ هم مجموعة من الأشخاص قاموا بعمليات نصب وسرقة عن طريق الإنترنت خلال فترات مختلفة وتم القبض على عناصر كبيرة منهم وهناك أحكام صادرة على كثير منهم . وماذا قال مهند فى التحقيقات ؟ أوضح أن هدفه من إنشاء تلك الصفحات هو اعتراضه على تنسيق الثانوية العامة و الارتفاع الجنونى للمجاميع الخيالية التى تحدث كل عام، وفى النهاية لايستطيع الطالب تحقيق حلمه، وهنا أعلن المتهم تحديه لوزير التربية والتعليم بأنه سينشر أسئلة الامتحانات والأجوبة، وهذا ماحدث، كما أنه كان يتصور هذا المرة أن أحدا لن يستطيع كشفه، لكننا نجحنا. وضح لى فكرة تتبع الصفحة أو الموقع هل هى مراقبة أم ماذا ؟ هى ليست مراقبة فنحن لانتدخل فى الحريات الشخصية أبدا، ولكن كما أوضحت نحن نتحرك من خلال البلاغات أو رؤيتنا لصفحة تحرض على العنف والتخريب ومحاولة إسقاط الدولة، ونتابع الصفحة من خلال اعتمادنا على الدليل الفنى وهذا يتمثل فى البصمة الرقمية وهى طريقة معينة نستخدمها من خلال تقنياتنا الحديثة، وهى بمثابة دليل مثلا يخرج من الطب الشرعى. هل تستطيع القول الآن إن صفحات «الغش» انتهت تماما أم أن هناك أشخاصا سيظهرون من جديد؟ لا لن تنتهى فمن من الممكن السيطرة على صفحة ما، ويتم فتح أخرى فى ثوان معدودة، فأنت تتعامل فى فضاء مفتوح، لايمكن السيطرة عليه مطلقا، فليس له حدود ولاقيود، ولاتوجد قواعد أو قوانين تنظمه. البعض قال إن هناك عناصر إخوانية استأجرت هؤلاء الشباب ماصحة تلك المعلومات؟ التحقيقات مازالت مستمرة ومسألة الدور الإخوانى وضلوعهم فى تلك المسألة هذا ماتبحثه أجهزة أمنية أخرى، وإن كنا نعرف أن وزارة التربية والتعليم بها عناصر إخوانية كثيرة . وضح لنا كيف يتم تتبع تلك الصفحات المشبوهة التى تظهر من حين لآخر؟ كما قلت سابقا يجب على المواطنين إدراك حقيقة مهمة وهى أننا نطبق القانون وجميع إجراءاتنا تتم وفقا للقانون والدستور، وعندما ضبطنا القائمين على صفحات « الغش» كان تحركنا طبقا للقانون، أما الصفحات المحرضة أو بعض الصفحات الإباحية فربما يتم اكتشافها أو تأتى عن طريق البلاغات التى نتلقاها، وهنا نسيطر عليها من خلال التقنيات الحديثة . وسط كل ماحدث البعض يقول إن ارتكاب تلك الجريمة وهى تسريب الأسئلة عقوبتها بسيطة فماهى العقوبة التى تنتظر هؤلاء المجرمين ؟ عقوبة الغش الالكترونى من سنة إلى 3 سنوات حبسا، بينما تزداد عقوبات الصفحات المحرضة على التخريب وقد تصل إلى المؤبد أو الإعدام. كم عدد مستخدمى الإنترنت فى مصر ؟ 45 مليون مستخدم للانترنت فى مصر سواء «الفيس بوك» «الواتس» «الفايبر» وأكثر من 3 مليارات فى العالم ...الخ هل هناك مراقبة لتلك الحسابات أم أنكم تختارون عينات عشوائية؟ هذا مستحيل كيف لى أن أراقب هذا الرقم الضخم، ولا حتى عينات عشوائية، لايمكن لنا مراقبة صفحة أو متابعتها إلا عندما يأتى بلاغ مثلا بانتحال الصفة على الصفحة أو حدوث « هاكرز» عليها، أو أنها صفحة دالة على الفوضى، والإجراءات تتم وفقا للقانون، مؤكدا أن هذا فضاء مفتوح لايمكن مراقبته، فحتى مسرح الجريمة لايمكن مراقبته لأنه ليس له وجود مادى ملموس، بل هو عالم افتراضى، يطلق عليه الفضاء الإلكترونى. ولاحتى التليفونات المحمولة وخدمات «الواتس» و«الفايبر» والخدمات الأخرى المتصلة بالإنترنت موضوعةتحت المراقبة ؟ قال : لا