اكتسب اجتماع كبار المسئولين الثالث لمبادرة الاتحاد الإفريقى لمكافحة الاتجار بالبشر وتهريب المهاجرين الذى انعقد بشرم الشيخ مؤخرا أهمية بالغة فى إطار انشغال المجتمع الدولى بقضايا الهجرة والاتجار بالبشر وفى ضوء تفاقم تلك المشكلة الإنسانية والأمنية المعقدة فى ضوء أوضاع العالم العربى المتردية والحروب الأهلية والاضطرابات التى تشهدها الدول العربية. ولذلك جاء إنشاء اللجنة الوطنية التنسيقية لمكافحة ومنع الهجرة غير الشرعية برئاسة السفيرة المخضرمة، المثابرة نائلة جبر. حيث يحتل ملف الهجرة غير الشرعية منذ هذا التاريخ وطالعا.. مرتبة مهمة على الأجندة الوطنية والدبلوماسية.فمصر فى تعاملها الجد بتلك القضية الشائكة لا تغفل البعدين الإقليمى والدولى. فهى تستقبل ما يقرب من خمسة ملايين وافد ما بين لاجئ ومهاجر من دول منطقة القرن الإفريقى وحوض النيل، فضلا عن الوافدين من العراق وليبيا واليمن وسوريافى السنوات الأخيرة وترى مصر أن جميع الجهود المبذولة لوقف تدفقات اللاجئين والهجرة غير الشرعية لن تجدى نفعا إلا إذا تضافرت الجهود الدولية لإيجاد الحلول السياسية السريعة للأزمات المندلعة فى المنطقة. فى هذا السياق، لابد أيضا من تعزيز التعاون الإقليمى من خلال اطلاق مبادرات اقليمية تضمن شحذ وتوفير ودفع جهود دول المنطقة من أجل مكافحة الهجرة غير الشرعية فى اطار تلك المبادرات التى يجب أن تشمل التنسيق الأمنى وتبادل المعلومات من أجل تضييق الخناق على العناصر الاجرامية من المهربين، إلى جانب دعم التعاون الاقتصادى للنهوض بمعدلات التنمية للحد من تدفقات الهجرة، وتنسيق المواقف إزاء المسائل المتعلقة بالهجرة فى المحافل الدولية والاقليمية.ولا شك ان مبادرة الاتحاد الإفريقى بشأن مكافحة الهجرة غير الشرعية وتهريب المهاجرين فى منطقة القرن الإفريقى أحد النماذج الناجحة فى هذا المجال ويمكن تطبيقها على مستوى منطقة الشرق الأوسط وشمال إ فريقيا.كما أن الوطنية لا تكتفى فى خطتها الإعلامية لمكافحة الهجرة غير الشرعية بالتوعية بمخاطرها فقط وإنما قامت أيضا بتنظيم حملة تحت شعار »مصر مستقبلك« تسعى من خلالها إلى تأسيس قاعدة بيانات حول البدائل الاقتصادية المتاحة أمام الشباب للحد من الفقر. إن تجربة اللجنة الوطنية التنسيقية لمكافحة الهجرة غير الشرعية أثبتت فعاليتها كآلية لتنسيق الجهود الوطنية فى هذا المجال وضمان عدم ازدواجيتها وذلك بميزانية محدودة وجهاز إدارى وفنى مبسط.ولذلك أتاحت اللجنة فرصة الحوار وتبادل المعلومات بين جميع الجهات الوطنية المعنية بالهجرة، فضلا عن حرص المنظمات الدولية على التعامل معها باعتبارها هدف وطنى محورى، وتحرص اللجنة على تبادل الخبرات والتجارب مع جميع دول المنطقة سواء فيما يتعلق بآليات إنشاء مناظرة أو أنشطتها المختلفة. ,مشاركة مصر فى المؤتمر الثالث لمبادرة الاتحاد الإفريقى لمكافحة الاتجار بالبشر شرم الشيخ اسفرت عن نتائج مهمة فى ضوء تجربة مصر فى هذا المجال والجهود الوطنية التى تبذلها من أجل مكافحة الإرهاب. لمزيد من مقالات عائشة عبد الغفار